شعب مخطوف
تقول النكتة بأن ابن مواطن اردني عادي تماما خطفته عصابة بغية الحصول على فدية . ولما اتصل مندوب العصابة بالمواطن ليطالب بالفدية دار بينهما الحوار التالي :
– هل تطعمونه وتشربونه؟.
– طبعا
– هل تؤمنون له المسكن والملبس؟
– هل تدفئونه؟
– نعم
– اذا تعالوا خذوا إخوانه الخمسة… جزاكم الله خيرا .
هذه النكتة لا علاقة لها بموضوع المقال بشكل مباشر ، لكني ذكرتها هنا على سبيل التشويق لعلي انجح في أن اورط بعضكم في قراءة هذا المقال الجاد.
يقال أن الفرق بين المطبخ الإنجليزي البارد المحايد والمطبخ الفرنسي لا يزيد عن عدة غرامات من البهارات والمشهيات والمنكهات، التي تجعل الأكل متعة، وليس مجرد تعبئة كروش. ولا اعرف لماذا استخدمت نظرية الرابط العجيب لأوفق بين هذه المعلومة المطبخية وبين ما يجري في عالمنا العربي .
النظام الرسمي العربي يعتمد الأسلوب الإنجليزي ، الذي يملأ البطن أو يهدده بالجوع ، وفي الحالتين يكون الأمر بلا متعة ولا مازية ، و……لا أداة جزم ونهي ، ونهر ونحر وجز عنق وسحل وقطع ارزاق وأعناق معا. …فيحصل على الإحترام المؤقت أو الظاهري ، وهو احترام تافه لأنه يعتمد على الخوف فقط لا غير.لا مازية ولا متعة في اساليب طبخ الأمور في الأنظمة الرسمية ، وهو ذات الأسلوب الذي يسوق الناس بعنف نحو الثورة مجبرين، حيث تطبخ الأمور بجدية مطلقة ويجري اعتقال الناس على أنغام النشيد الوطني ، وتعذيبهم وقتلهم بحجة المؤامرة الخارجية.
ربما على وزراء الداخلية العرب الإجتماع مجددا ، وليكن الإجتماع (بدل دهاليز الجامعة العربية )، ليكن في احدى المطابخ التابعة لفندق فرنسي فخم ، وليجيئوا بالطباخ الفرنسي مقابل اكرامية – بئر نفط مثلا- من اجل حفل الإفتتاح وليعلمهم القليل القليل من مزايا طبخ الأمور على الطريقة الفرنسية.
الشارع لا يمانع من أن يتعرض للهجوم والضرب ، لكنه سئم ومل وزهق تكرار ذات الطرق وذات الأساليب ،وذات الأكاذيب في كل مكان، ولم يعد احد يصدق هذه المزاعم ، ولم يعد احد يصدق قصة الصراخ بالمؤامرت الخارجية ، وصار بالأنظمة مثل ذلك الراعي الذي كان يدعي بالصراخ بأن الذئب يهاجم القطيع ثم يضحك على الناس القادمين ، وعندما جاء الذئب فعلا وهاجمه، لم يفزع معه احد لأنهم اعتادوا على اكاذيبه .
وتلولحي يا دالية