عين تركيا مفتوحة على عمان
في المعلومات ان عدداً من المسؤولين الاتراك سيزورون عمان الشهر الجاري،اذ تستقبل عمان وزير التعليم العالي،ثم وزير الاوقاف،ونهاية الشهر تجتمع اللجنة الاردنية التركية،وهي لجنة برئاسة وزيري الاقتصاد التركي والصناعة والتجارة الاردني.
هذه زيارات ضمن سلسلة طويلة،وهذا الشهر يطير ايضاً قائد الدرك الاردني الى تركيا في سياق زيارة رسمية مهمة ايضا.
العلاقة بين الاردن وتركيا تشهد نمواً عظيماً،ومن مشاهدها السياسية زيارة الملك لتركيا،ثم زيارة رئيس الوزراء،وتعظيم العلاقة بين البلدين،نراه حتى على المستوى الشعبي اذ يتدفق عشرات الاف الاردنيين سنويا الى تركيا للسياحة،وللتعليم.
تركيا القريبة بلد يكاد ان يستحق لقب البلد الذي يجمع «الدنيا والآخرة» معاً،الشرق والغرب،الاصالة والعصرنة،في مكان واحد.
مع حركة المسؤولين الاتراك الى عمان،ملفات مهمة،اذ ان هناك نيات لاقامة منطقة حرة تركية في العقبة،واللجان الاولية التي درست الفكرة اوصت بها،لكونها تساعد تركيا كثيراً في تعويض اضرارها الاقتصادية،جراء مايحدث في دول الجوار،والرهان كبير على ان يتم المشروع بصورته النهائية لأهميته للاردن ايضا.
في دارته في انقره ووفقاً لمنطوق السفير الاردني النشط في تركيا امجد العضايلة،فان الاردن مهتم جدا بعلاقاته مع تركيا التي تعد دولة اقليمية مهمة،وهي ايضا السابعة عشر في ترتيب اقتصاديات العالم.
لا ينسى السفير ان يؤكد هنا ان كل مايهم الاردن هو استقرار تركيا،خصوصا،ان هناك ملفات اقليمية تؤثر بشكل مشترك على كل دول المنطقة،وابرزها الملف السوري،وسياسات البلدين تنزع باتجاه التطوير المشترك،واستقرار الاقليم.
تبدو المهمة التي يتوجب على كثيرين التنبه لها هنا،استقطاب الاتراك اقتصاديا الى الاردن،فهذه مهمة رفيعة بحق،وتركيا دول غنية ومتوسط دخل الفرد يصل الى عشرة الاف دولار سنويا،ويحتل الاقتصاد التركي المرتبة السابعة عشر عالميا والسادسة اوروبيا كواحد من اكبر اقتصاديات العالم وبحجم تجاري سنوي بلغ اربعمائة واربعة مليارات مليار دولار خلال العام الماضي.
للسفارة في تركيا دور مهم جداً،خصوصا،ان افاق التعاون بين البلدين مفتوحة،وعلى سبيل المثال فان اللجنة الاردنية التركية المشتركة ذات الاهتمام الاقتصادي،ُستعقد في عمان،والاتراك سيصطحبون معهم وفدا من رجال الاعمال من بلادهم الى هنا،وهناك دور على كاهل الفعاليات الاقتصادية الاردنية بالتحرك والبحث عن شراكات اقتصادية،وجلبها للاستثمار في الاردن.
عين تركيا مفتوحة على الاردن،اقتصاديا،لاعتبارات كثيرة،ولابد من رفع مستوى هذه العلاقات بكل الوسائل،والارجح ان الاردن مؤهل لاعتبارات الاستقرار والتدريب ومستوى الكفاءات ان يتحول الى مركز اقليمي للصادرات التركية،وهذا يعني ان السعي لزيادة الاستثمارات التركية امر حيوي جدا.
في مطار اسطنبول عشرات الاف العرب من كل الجنسيات،والطوابير لها بداية وليس لها نهاية،والاردني يدخل تركيا دون تأشيرة سفر،والاتجاه للتعلم في تركيا يتزايد اذ ان جامعاتها ذات مستوى رفيع،وهي قريبة من الاردن،وسماتها لا تفرط بمشرقيتها الدينية،ولا تعادي هذا الزمن ايضا.
من وجهة نظر تحليلية مجردة،فالاردن ايضا مهم جدا لتركيا،والامر متبادل هنا،على الصعيد السياسي،ومازال الاردن الدولة الاكثر وسطية في المشرق العربي،القادرة سياسيا على تجسير اي فجوات في علاقات العرب مع تركيا،او العكس،خصوصا،ان معادلات الاقليم متقلبة وتخضع لظروف كثيرة،وها نحن اليوم نشهد اعادة الترسيم السياسي في المنطقة.
في مرات كثيرة يرصد مراقبون سياسيون اختلافا ضمنيا في وجهات النظر بين الاردن وتركيا ازاء بعض القضايا،خصوصا،خلال الاعوام الثلاث الفائتة،الا اننا نرصد ايضا ان الاختلاف هنا لم يفسد للود قضية،وبقيت العلاقات جيدة جداً الى حد كبير.
نتلفت يميناً ويساراً بحثا عن تحالفات وملاذات عربية واقليمية،وتركيا بالتأكيد قاب قوسين أو أدنى لو أردنا.