الى اوكرانيا ..مع حبي
ليست الضرّة هي المرّة فحسب ، بل ان بعض النكات تصيب ذائقة الروح بمرارة الضرة وأكثر ، لأنها تكشفنا وتعرينا من الداخل ، لكنها تحول مجرى الضحك على الآخر ….في الواقع والحقيقة اننا جميعا كذلك .
في الاستهلاك…تحولنا جميعا الى كائنات استهلاكية، وادى نقص الوعي الى ان لا نستثمر المفاصل الاجتماعية لنتحول الى كائنات اكثر جدوى، بل تراجعنا عن قيمنا البدوية والفلاحية في الوقت الذي لم تنمو فيه قيمنا المدينية بشكل صحيح.
تقول النكتة ،خرج أحد الاقطاعينن يتنزه فرأى فلاحا يحرث الأرض بنشاط وسعادة وهو مسرور يغني.
فسأله الاقطاعي :
– اراك مسرورا بعملك فهل الأرض أرضك ؟
– لا يا سيدي أعمل فيها بالأجره ..انها ملك سيدي الاقطاعي.
– وكم تحصل باليوم.
– أربعة قروش كل يوم ..
– وهل تكفيك ؟
– نعم وتزيد ..
قرش أصرفه على عيشي، وقرش أسدد به ديني، وقرش اسلفه لغيري وقرش أنفقه في سبيل الله ..
– لم افهم اشرح لي
– القرش الذي أصرفه على عيشي فهو ما أعيش منه أنا وزوجتي ..وأما القرش الذي أسدد به ديني فهو ما أنفقه على أبي وأمي ..وأما القرش الذي اسلفه لغيري فهو ما أنفقه على أولادي أربيهم وأطعمهم وأكسوهم حتى إذا كبروا يردون الدين إلي ..أما القرش الذي أنفقه في سبيل الله فهو ما أنفقه على أختين مريضتين ..
انبهر الاقطاعي من ردود هذا الرجل البسيط ، وعرف على نفسه وههب الارض للفلاح.
الفلاح لم يكذب خبرا…فباع الارض واخذ الفلوس وتزوج اوكرانية، وطلّق زوجته، ولم يعد صرف على شقيقاته، وحط الماما والبابا في دار المسنين،ورمى اولاده في الشارع
ويحاول حاليا الحصول على فيزا لكندا….
وتلولحي يا دالية .