0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مرحلة ما قبل «قرص العجة»!

حينما قرأت بالأمس خبر الحكم بإعدام 529 من أنصار الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، تذكرت السخرية المريرة التي اطلقها الكاتب المصري المعروف فهمي هويدي، في مطالعته للمشهد القضائي المصري، والمفارقات العجيبة التي يزخر بها، بعد ان كان أمثولة يحتذى بها، في دنيا القضاء العربي!

فهمي هويدي، توقف في مقالة له، عند اعتبار الاشتراك في مظاهرة سلمية جناية، في حين أن قتل وإحراق 37 نفسا جنحة، ويسأل، على هامش قضية الناشط علاء عبد الفتاح الذي أفرج عنه مؤخرا بكفالة: لماذا يلقى في السجن أصلا هو وزملاؤه ونظراؤه من شباب ثورة 25 يناير ؟

ويجب، ساخرا بمرارة: «لن نتوقف أمام المفارقة المفجعة المتمثلة في اعتبار مشاركة علاء في مظاهرة سلمية جناية، وهي أعلى مراتب الجريمة، الأمر الذي ترتب عليه إحالته إلى محكمة الجنايات، في حين أن قتل وإحراق 37 مواطنا كانوا مُرحّلين إلى سجن أبو زعبل اعتبر جنحة بحسبانه جريمة أقل خطرا الأصل في عقوبتها ألا تزيد على السجن 3 سنوات»، ويخلص هويدي إلى الاستخلاص الأهم، الذي يشكل طوق نجاة لمصر واهلها، وربما للأمة بأسرها: ولعل أهم رسالة يجب أن نتلقاها مما جرى ويجرى أنه بغير استعادة روح يناير 2011 الجامعة، فلن يتسنى للثورة أن تحقق أهدافها، لذا لزم التنويه!

وهنا، تحديدا، مربط الفرس، فكل ما جرى ويجري في مصر، محاولة يائسة وبائسة، لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، عبر إعادة فصل مكونات قرص «العجة» إلى مكوناته الأصلية: البيض والطحين، والملح، والفلفل الأسمر، والبقدونس، والبصل، فتخيلوا أي عبث يمكن أن يُبذل في محاولة مستحيلة كهذه، واي فوضى ستصيب «المطبخ» أثناء بذل الجهد لاستخلاص تلك المكونات، وإعادتها إلى سيرتها الأولى، وأنى لهم ذلك!

الحقيقة أن ما اصاب علاء عبد الفتاح، وهو ناشط «ثوري» من غير الإسلاميين، لا يقارن بما يجده الإسلاميون المناهضون للانقلاب، فقد تمتع أخيرا بحريته، وأفرج عنه بكفالة، أما معتقلو الإسلاميين، فهم يجدون ألوانا من العذاب والمعاناة، والأحكام المتعسفة، مما لا يتسق أبدا مع «فداحة الذنب» الذي ارتكبوه، إن كان ثمة ذنب أصلا، فكل ما «اقترفوه» هو نوع من الدفاع عن النفس، وإبداء الرأي، فيما يجري في بلادهم، ويغير مسارها، من حال مستقر إلى حال مضطرب، يبدو انه يقتفي أثر الجزائر في «عشربتها» السوداء، حين انقلب عسكرها على حكم الصندوق، ودخلت في نفق الحرب الأهلية التي اودت بحياة مئات الآلاف من أرواح ابنائها، ولم تزل تتأرجح حتى الآن!