الأراجـــوز
لست في معرض الدخول في ميمعة ال(مع) وال(ضد) ، ولا لعبة التخوين أو منح صكوك الغفران ، ولا اتعامل مع الباطن ، بل مع الظاهر المكشوف. أنا هنا في معرض الاعتراف بأنني معجب – نسبيا- في أداء باسم يوسف في برنامج البرنامج ، ما غيره، اقول نسبيا لأن هناك بعض الفقرات التي توضع لأسباب تجارية بحتة لزيادة فترة الاعلانات ، ولا علاقة لها بالنقد الساخر ، وعلى رأسها فقرة الغناء .
كنت اضع يدي على قلبي ، بأن ينتهي باسم يوسف مع انتهاء المرحلة الاخوانية في مصر، والذين منحوه موضوعات كبيرة، يتمناها كل ساخر، ليتحدث عنها.وقد دلت المؤشرات الأولية على تراجعه، لكن باسم يوسف عاد بقوة من بين الانقاض بعد فترة توقف، لينتقد الحكم الجديد المناوئ للأخوان.
اتحدث حول السخرية البحت ودورها الناقد المشخّص للأمراض المجتمعية العابر للزعامات والحكومات والأفراد والأزمان، وهدفه الأوحد تحقيق رسالة الساخرين الكبرى.
ولا انسى نقد الذات ، حيث ركز باسم يوسف على اداء بعض الاعلاميين المصريين ، وكم اضحكنا على صحفيين كبارا قالوا كلاما سخيفا في امتداح النظام ، لدرجة ان احدهم لم يجد سوى لقب الأراجوز ليصف به باسم يوسف دون ان ينكر تخبيصاته الشخصية في وسائل الاعلام المصرية.
ما احوجنا في الأردن الى مثل باسم يوسف ، يمسكنا اسبوعيا- نحن الكتاب والاعلاميين بشكل عام- ويشرّح ما كتبناه بأثر رجعي ، ويسخر من تناقضاتنا وتهافتاتنا ، التي قد لا نعي بعضها الا اذا نبهنا اليها ساخر ما ـ او على الأقل يوقف تزحلقنا اذا كنا نعي ما نفعل.
انا متأكد ان الكثيرين ممن سيظهرون على وسائل الاعلام المصرية او يكتبون فيها، حاليا ولاحقا، سيفكرون كثيرا قبل ان يهرفوا بما لا يعرفوا او يطلقون احكاما غوغائية او يوزعون المديح الفاضي على الحكام…. على أمل…..!!
باسم يوسف لهم بالمرصاد….وانا اتمنى باسم يوسف اردني بأسرع وقت ممكن..كم نحن بحاجة اليه!!