0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

حتى لا يذهب الدم هدرا

على ذمة الوالدة، فان أول وآخر زيارة لي الى فلسطين كان في نهاية الشهر السادس من عمري (يعني في  تموز 1956) لغايات الايفاء بنذر ما ، يتعلق بحلاقة شعري  في كنيسة القيامة او كنيسة المهد. لذلك فان اطلاعي على حركة  الناس من والى فلسطين تقتصر على الصديقات والأصدقاء الذين يضطرون الى  الذهاب.

يتفق الجميع على ان  العدو الصهيوني يعامل الجميع بطريقة مذلة ومقصودة تماما ولا علاقة لها بالاجراءات الأمنية ، ولعل هذا هو مربط الفرس ، فنحن لا نعاملهم بالمثل ، لا بل أن حكوماتنا لم تحتج ولم تعترض على اذلال مواطنيها هناك، ربما بحجة أنها قرارات سيادية للأعداء.

لو تذمرت حكومتنا على الأقل ، لما تيتمت اسرة اردنية فلسطينية ، وخسرنا قاضيا اردنيا محترما ، لأنه لم يقبل هذا الاذلال المقصود،فثار لكرامته وكرامة اخوته في المعاناة ، واحتج على هذه المعاملة بشكل عادي، وهذا ما لم يتوقعه الصيهوني ، فهذا تصرف خارج السياق ، لذلك قتلوه  بدم بارد لأن تصرفه اعتبر شذوذا عن القاعدة.,

بالتأكيد فان الكثير من الزملاء سوف يكتبون حول الموضوع بشكل عاطفي ، وهذا امر  طبيعي  وشعور انساني نبيل ، لذلك لم يبق لي الزملاء سوى تحويل أو محاولة تحويل هذا الحادث المفجع، اكراما لروح شهيدنا المشترك، الى منعطف تاريخي حكومي وشعبي .

–         على الحكومة ان تظهر العين الحمراء ، وترفض اذلال الناس على الجسور ، وأن تهدد الأعداء بالمعاملة بالمثل للصهاينة القادمين الى الأردن. وعليها استغلال هذا الحدث الكبير لاطلاق سراح  الجندي الاردني محمد الدقامسة الذي انهى مدة محكوميته أصلا، على سبيل الثأر ، الرمزي على الأقل، لكرامتنا ولدمنا المهدور.

–         على الناس الثورة بشكل جماعي على الحدود ورفض هذه المعاملة، دون انتظار الاجراءات الدبلوماسية الاردنية السلحفائية المفترضة.  ثورة الناس الجماعية سوف تفرض الأمر الواقع على الأعداء.

علينا ان نقف بحزم أمام هذا السكين الصدئة التي تحاول تقسيم شقي البرتقالة الاردنية الفلسطينية ، من اجلنا اولا ، ومن اجل ان لا تذهب دماء الشهيد هدرا.