0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

كلام بين يدي الأمير

واضح تماماً أن على الدوحة أن تختار اليوم،إما أن تبقى في سياق منظومة مجلس التعاون الخليجي،وإما أن تختار الربيع العربي.

التوصيف السياسي لقطر بات يقدمها باعتبارها راعياً رسمياً لكل الثورات العربية التي نراها حولنا وحوالينا،وهذه رعاية ذهبية سياسياً واعلامياً ومالياً،تأسست على قرار سياسي، وليس صدفة.

كانت هناك مراهنة على أمير قطر الجديد، باعادة التموضع في كل العلاقات العربية، والدوحة عاصمة عربية مهمة،صنعت مكانا تحت الشمس، ولم تجعل امكاناتها المالية سببا في التواري والتراجع ولم تكتف بنموذج دولة الرفاه.

غير ان هذا الدور والمكان مكلفان جداً،والتساؤلات تنهمر حول الذي ستفعله قطر خلال الفترة المقبلة،امام هكذا قرار ضاغط عليها؟!.

قيام الرياض وأبوظبي والمنامة بسحب السفراء من الدوحة، ليس أمرا عاديا أبدا، ولا يمكن تبسيطه او الرد عليه سياسيا واعلاميا،فقط، والواضح من بيان الانسحاب،ان الدافع الاساس،السعي لاجبار قطر على مراجعة سياساتها تجاه فكرة العربي،باعتباره سببا في مس الامن والاستقرار في دول كثيرة،خصوصا،ان دول الخليج كتمت غيظها خلال ثلاث سنوات، من تبني الدوحة لهكذا مناخات.

سياسات قطر الخارجية بحاجة إلى وقفة تأمل، والأمر لايأتي من باب الاساءة، بقدر الدعوة لاعادة التقييم،فعلاقات قطر مع دول الخليج العربي فاترة،لاعتراض هذه الدول على موقف الدوحة مما يجري في دول كثيرة ابرزها مصر،ثم البحرين.

علينا ان ننتبه الى توقيت سحب السفراء إذ يأتي بعد احداث البحرين الاخيرة، ولا اعرف إذا ماكان هناك رابط ما لم يتم اشهاره؟!.

في ذات الوقت فأن علاقات الدوحة حتى مع سلطنة عمان والكويت،لاتختلف كثيرا عن بقية العواصم،والامر يمتد الى العلاقات مع سورية والاردن و مصر و العراق، والدول العربية الكبرى، تريد ان تلوح بفاتورة التمدد الاقليمي للقطريين، باشارة أولية تتعلق بسحب السفراء، وقبلها تهادت اشارات مختلفة أبرزها الاحلال المالي الخليجي للمنح للمصريين،بدلا من المال القطري بعد الاطاحة بمرسي.

هل يمكن اعتبار مجلس التعاون الخليجي مهددا اليوم في وحدته،امام هذا المشهد الخطير الذي يقول إن الحوار خرج الى العلن،بدلا من كونه معزولا عن الجمهور،فيما ذات الاسئلة تتهادى ايضا حول الذي ستفعله قطر امام هذا المشهد،وكيفية ردها عليه؟!.

كل السيناريوهات مطروحة، من الواسطات،الى المواجهات،وتفجير الملفات المسكوت عليها،غير ان الكلفة الاجمالية على قطر كبيرة جدا, ولايمكن تبسيطها،او التقليل من اهميتها ابدا.

قطر ُمخيّرة اليوم بشكل واضح جداً، بين إحدى سياستين،الاولى التخلي عن كل ملف الربيع العربي،بالمعنى المالي والسياسي والاعلامي والعودة الى القافلة،او مواصلة تبنيه،مع دفع كلفته على محاور آخر.

المناخ الاقليمي والدولي، لم يعد من جهة اخرى مواتيا للربيع العربي،فلماذا تواصل قطر حمل اثقاله على مستويات عدة اذن؟!.

سحب السفراء تصرف مدوٍ من هذه العواصم،والاغلب ان كل التحليلات اليوم،تتحدث عن الرد القطري المحتمل،وإذا تأملنا خارطة تحالفات قطر، لوجدنا انها ضعفت الى حد ما،فيما لا يبدو ان الدوحة تتراجع حتى الان عن خط سيرها السياسي.

كانت التوقعات تؤشر على سياسة جديدة في ظل الامير الجديد،واتضح ايضا ان مركز القرار في الدوحة بقي على ثوابته،لكنها فرصة هنا،لدعوة الدوحة الى مراجعة هذه السياسة،دون ان يكون المقصد الادانة،بقدر التقييمات لمختلف السياسات، فليس من مصلحة الدوحة ان يتم عزلها عربيا، فيما تكتفي هي بأداتها الاساس في تثوير الشعوب،خصوصا،ان ذات القدرة انخفضت لاعتبارات كثيرة.

من جهة اخرى فان هذا الملف اي ملف العلاقات القطرية الخليجية، والعلاقات القطرية العربية،قد يتفجر خلال القمة العربية المقررة هذا الشهر،وهذا يفسر من جهة اخرى توقيت اعلان سحب السفراء،والارجح انه يأتي في سياق تصعيد مدروس توطئة للقمة العربية.

لكل دولة عربية اهميتها،غير ان وجه المنطقة يخضع لعمليات جراحية ،على صعيد المحاور والاسلام السياسي،وملف الربيع العربي،وتجربة الاخوان المسلمين،والحضانات السياسية،لها وضدها،ثم على صعيد المحاور الاقليمية،من الاسرائيلي الى التركي وصولا الى الايراني،ولايمكن هنا ابدا،لاي دولة ألاّتتأثر بهذه التغيرات،وتبقى تقاومها باعتبار ان لامستجدات في المنطقة.

استيعاب الرسالة الثلاثية يكون باعادة التموضع،والذي ينصح بالتحدي،يريد ان يورط الدوحة بدفع مزيدٍ من الاثمان.