جلد البحر
المكان:
مضيق البوسفور حاليا.
الزمان: حوالي عام 480 قبل الميلاد.
الشخوص: جيش فارسي جرار بقيادة ملك الفرس آنذاك(زركسيس)، وقد هبت ريح قوية فقلبت سفنهم وعاثت الدمار بينهم.
اتخيل أن جيشا كاملا ، أو بقايا جيش ، يحمل كل فردا فيه سلسلة حديدية ويجلد بالبحر – بناء على اوامر زركسيس) انتقاما من البحر لأنه تآمر مع الريح وفتك بالسفن التي كانت متوجهة الى بلاد الأغريق لاحتلالها وتدميراها ثارا لوالد زركسيس الذي هزمه الأغريق قبل ذلك.
وكان داريوش الأكبر والد زركيس قد بلغ من حقده على التحالف الأغريقي بقيادة اثينا، أنه عيّن عبدا له كانت مهمته أن تصرخ في الملك بعد كل وجبة طعام قائلا: « تذكر الأثينيين) حتى يبقي غضبه مشتعلا. وكان ان ارسل بعد ذلك زوج ابنته في حملة عسكرية الى اثينا، فانهزم شر هزيمة في موقعة (ماراثون).
لا الحقد المشتعل
ولا جلد البحر بالسلاسل سوف يؤديان الى النصر أو الى ما يشبهه. بالتأكيد فان اثينا لم تصب بالعين ، والبحر لم يعرف أن الجنود تضربه بالسلاسل… كل ما في الأمر أن الأمبرطورية الفارسية لم تستطع قط دخول بلاد الأغريق ، لا بل ان الأغريق بقيادة الاسكندر المقدوني استطاعوا بعد قرن ونيف احتلال كامل الأمبرطورية الفارسية.
بالتاكيد فان التخطيط الاستراتيجي كان افضل من اشعال نار الحقد أو جلد البحر .
وبالتأكيد كان جلد الذات والنقد الذاتي والبحث عن اسباب الهزيمة من اجل تلافيها او عدم الوقوع في ذات الأخطاء مرة اخرى، كان الأفضل.
لكن التاريخ يكرر نفسه مرتين:
تارة على شكل ملهاة ، وطورا على شكل ماساة.
ورقصني يا جدع