لندن لا تعرف شيئاً عن الكردي
وليد الكردي رئيس مجلس ادارة الفوسفات،محكوم،على ماهو مفترض على خلفية ملف الفوسفات،والقضاء حكم عليه بالسجن سبعة وثلاثين عاما،وتغريمه مئتين وخمسة وثمانين مليون دينار،على خلفية ملف الفوسفات،وعقود الشحن البحري.
الملف الثالث يتعلق بعطاء التعدين،وقيمته اربعون مليون دينار،وقد احيل من هيئة مكافحة الفساد الى الجهات القانونية المختصة.
اللافت للانتباه هنا الانطباع الذي يراد تصنيعه،هذه الايام،فالفوسفات خسرت خسائر فادحة،بعد خروج الكردي،وكأنه يراد ان يقال لنا،ان ادارة ذكية وناجحة مع قليل مع الزبدة والعسل،على خبز الادارة،خير من ادارة مستقيمة،لاتعرف كيفية ادارة اعمالها،والدليل خسائر الفوسفات المذهلة هذه الايام؟!.
بيد ان خسائر الفوسفات لها اسباب كثيرة،من بينها،انخفاض سعر الفوسفات،وربما تعمد ترك الامور لتتراجع،من اجل خلق استنتاجات زائفة،ولا ننكر هنا ان كثرة المطالب بالمال والتعويضات ارهقت الشركة ايضا،حتى نفهم سر الذي نراه.
في كل الحالات،فإن الانطباع العام ان وليد الكردي يعيش في لندن،وقد سألت نافذين مهمين في لندن على صلة بالشأن الرسمي فقالوا ان لندن الرسمية لم تتلق اي مذكرة جلب اردنية،بخصوص الرجل،من اي قناة اردنية.
سألت رئيس هيئة مكافحة الفساد ايضاً سميح بينو،فقال ان القضية ليست عنده،بل عند القضاء،وهو الذي يحدد وسائل الملاحقة وشكلها،ثم سألت طرفاً قانونياً على صلة بهذا الملف،فقال ايضا انه لا يعرف اي مستجدات حول كل هذه القصة.
«استغماية» هي اذن،فالكل لا يعرف،والكل ينتظر طرفا ما ليتحرك ويتدخل،والنزوع للتطبيل في كل القصة يطغى على السؤال القانوني الموجه للدولة:اين وليد الكردي،وماهي الاجراءات التي تم اتخاذها لملاحقته فعليا،فإن لم ترغبوا بسجنه،فأقنعوه برد المال في أسوأ الحالات،الى خزائن الاردنيين الخاوية،التي تعتاش على صدقات شركات الجنوب،بدلا من حقوقهم اولا؟!.
اذا لم يكن وليد الكردي في العاصمة البريطانية،فلتبلغونا بذلك،لان المثير هنا حقا،ذاك الذي يتعلق بقدرتنا الفذة على جلب ابي قتادة برضاه او بغير رضاه من بريطانيا،مثلما جلبنا خالد شاهين من المانيا،فيما قدرتنا على الجلب تتوقف هنا،في هذه الحالة،ويتعامى الجميع،فلا يسمع احد عن تفصيلات القصة والمستجد فيها.
لندن لا تعرف شيئا عن القصة،فإما لم يصلها شيء رسمي من عمان،واما ان الرجل خارج بريطانيا،والرجل بلا شك،يتعرض لتوظيف يومي في سياق المناحرات السياسية في البلد،وكل ما نريده هنا،ان تخرج الدولة وتشرح لنا ماهية الاجراءات التي اتخذتها لمتابعة القصة-اذا اتخذت مثل هذه الاجراءات- او ليخرج لنا وليد الكردي ذاته ويعلن موقفه مما يجري،بدلا من هذه الاستغماية.
لندن لا تعرف شيئا عن الكردي،ولا نحن ايضا!.