السير .. قتيل كل 9 ساعات
كل خمس دقائق يقع حادث وكل 9 ساعات يقتل شخص وكل 29 دقيقة يسقط جريح .
هذه الإحصائية ليست من دول الفوضى والعنف الأهلي والاقتتال , هي ملخص لحالة السير على الطرق في الأردن .
إن صح أن غرامة مخالفة قطع إشارة ضوئية حمراء ستصبح 500 دينار , هذا يعني أن الظاهرة متفاقمة , وأن الالتزام بأبسط قواعد السير مخترق , وان السواقين لا يكترثون.
لنكن صرحاء .. في الأردن لا يستثنى السائق أيا من حواسه تماما كما لو كان يخوض معركة شرسة ,
هذه حقيقة يمكن ملاحظتها برصد سلوكيات السير على الطرق , حيث الفوضى تحل محل النظام, والسبب غياب احترام قواعد السير .
لكن لماذا ؟. هل لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده , ما أقصده هنا هو الزيادة الهائلة في أعداد السيارات والمبالغة في نشر دوريات شرطة السير والنجدة التي تحول كوادرها إلى رقباء سير , ورغم ذلك كله مشاكل السير إلى زيادة .
الإحصائيات في هذا المجال مرعبة , وان كانت تراجعت بعد الاهتمام الحثيث , فالسبب هنا هو الخوف من العقوبات وليس زيادة الوعي وعودة الاحترام , والثقافة المرورية باتت متطلبا هامشيا بدلا من أن تكون سلوكا متأصلا. ولأن توفير وسائط نقل عامة آمنة ومناسبة للتخفيف من أزمة السير والاستهلاك المفرط للوقود لا زال هدفا بعيد المنال .
ما الذي يتوجب أن يكون موجودا ونفتقده على الطرق , دعونا نقترح هنا بعض المشاهد :- الحافلات لا تلتزم المسرب الأيمن , لأن مثل هذا المسرب غير موجود ورخصة العمومي متاحة لمن هم دون سن الأربعين , وعدد كبير من السواقين لا يلتزمون أبسط قواعد حسن السيرة والسلوك واللياقة والقيافة ولا حظر للقيادة لمن هم في سن 18 دون مرافقة أحد الأبوين وقوانين السير وأنظمته ليست مواد إلزامية في المدارس وكل زاوية من الطريق هي مواقف خاصة وهي تجمع لسيارات التاكسي والحافلات و أبواق السيارات تطلق بمناسبة وغير مناسبة والشوارع تفتقر إلى تخطيط, ولأية إشارات حتى لو كانت تجميلية والمشاة يتجاهلون الجسور وممرات العبور ويستمتعون بالقفز من على الحواجز .
الفاقد الاقتصادي نتيجة حوادث السير سنة بعد أخرى يزيد على من 258 مليون دينار 5ر2% من الناتج المحلي الإجمالي , بما يناهز الفاقد من المياه والكهرباء.
إذا كان 90% من أسباب حوادث السير ، تعود إلى السلوكيات الخاطئة التي يمارسها السائق أثناء القيادة , وهي تتم على مرآى مئات الدوريات المنتشرة ورقباء السير هنا وهناك , فماذا قد يكون الرادع بعد ذلك ؟..
تستطيع الشرطة ضبط المطلوبين لأسباب مختلفة بوسائل غير «الصدفة» هناك اختراع اسمه ربط إتمام المعاملات الرسمية وغير الرسمية بكلمة «لا قيد عليه» .
qadmaniisam@yahoo.com