محطة المطار السري مري!!
ليست جديدة قصة المطار السري، لكن البعض يعتقدها نكتة، وهي نكتة بالفعل لأنها حقيقة ناصعة السواد. ففي عز الصراع مع العدو الصهيوني، في الستينيات من القرن المنصرم، أنشأت مصر مطارا سريا لتنطلق منه الطائرات عند ساعة الصفر، وهذا حق طبيعي ، وخيار استراتيجي .
في الطريق بين الاسكندرية والقاهرة كانت هناك نقطة نزول للعسكر العائدين الى وظائفهم، وكان اسم المحطة(محطة المطار السري) وقد يكون من المبالغة أن توضع لافتة هناك، لا بل انهم وحفاظا على السرية لم يضعوا اللافتة. لكن الجميع كان يعرف ان هذه المنطقة بالذات هي منطقة المطار السري . ولكم ان تتخيلوا مدى سرية المطار السري ومدى(جهل) العدو الصهيوني الغاشم بمكانه.بالتأكيد كان المطار السري أول الأهداف التي تم تدميرها في اللحظات الأولى من حرب حزيران 1967.
وبالتأكيد، فان نمط تفكيرنا الاستراتيجي بقي على حاله، إنْ لم يكن تراجع صوب وراء الوراء، في الوقت الذي صارت استخبارات العدو اقوى بكثير، وهي ليست بحاجة الى محطة مطار سري لتعرف بوجوده أصلا.
نمط تفكير المطار السري ما تزال تسيطر علينا تماما، بينما مقدماتنا ومؤخراتنا مكشوفتان أمام الرائح والغادي.
ما تزال ميزانيات جيوشنا سرية، ولا تعرف عنها البرلمات ولا الصحافة ولا الناس، ويقولون، إن هذا امر سيادي وسري ينبغي ان لا يعرفه احد. وما تزال الجيوش تأكل ميزانيات الدول وتلتهمها التهاما، دون ان يسمح لنا كيف وكم ولماذا.
وما زلنا نبحث عن نصر، اي نصر، ولم نحصل سوى على سيارات «نصر» وجبل النصر وعدة شوارع موزعة في العالم العربي تسمى « نصرا»
وما تزال هزائمنا علنية !!
وتلولحي يا دالية