عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مجرّد وخزة

تمغّط إبليس في فراشه بعد أن قضى ساعات طويلة في النوم الهادىء ، ثم قام متكاسلاً ليضع دلّة القهوة على الغاز ، وكي يستغل الوقت جيّداً ذهب في هذه الأثناء  ليغيّر بيجامته قبل أن ينطلق إلى عمله الرسمي في الوسوسة العامة ذات المسؤولية غير المحدودة .

 

المهم أثناء جلوسه على الكنباية وتناول القهوة.. رشفة.. رشفة مع تفكير عميق ،  حضر المحروس ابنه “بلّوسة” الصغير- اسم الدلع لــ”بيبي ابليس” – وطلب من أبيه أن يرافقه في يومه ليتعرّف على مهنة والده عن كثب وليتعلّم كيف “يشبك” حضرة الوالد “الناس ببعض” بمهارة عالية ،  ثم ما هي أدواته التي يستخدمها إذا ما أراد أن “يعجق الدنيا عجق”، حاول الأب التملص من فلذة كبده بحجّة انه صغير على الوسوسة ،وهذه الأمور صعبة عليه وبحاجة إلى مؤهلات علمية وعملية ،على الأقل بكالوريوس هوشات وفتن بتقدير لا يقل عن جيد جدا وأربع سنوات خبرة بالإضافة إلى الــ”توفل” ، ثم مسح على رأسه وقبّل قرنيه الناعمين، ووعده  أنه سيعلّمه “خبص البشر ببعض” عندما يكبر قليلاً..إلا أن “بلّوسه”الصغير وبدافع الفضول الطفولي أصرّ “ملعون الحرسي” على ان يرافق البابا في مشواره وليعتبرها  “شمّة هوا” هذه المرّة..

 

لبس كل منهما جواربه وحذاءه وانطلقا من بيتهما البعيد باتجاه  السوق حيث يزدحم الناس وتتضارب المصالح وتعلو الأنانية والوضع بشكل عام  ” سريع الاشتعال”..وأثناء مشيهما  بطريق زراعي شاهدا بيتاً وادعاً من حجر وطين لا سياج له ،حوشه مفتوح وحلال البيت  سارح مع دجاجه بكل حبّية وسلام..في قاع الدار ثمّة امرأة تجلس تحت بقرة سمينة تحلبها بهدوء وتؤدّه، استأذن “بلّوسه” حضرة الوالد أن يقوم بعمل صغير جداً ويعود إليه مسرعاً،  فأذن له الشيطان الأب مع يقينه التام ان الولد لن “يفشّ غله” لانعدام خبرته..تسلل “بلّوسه” الصغير تجاه العجل الرضيع المربوط بعيداً عن أمه ، اقترب منه قليلاً ووخز العجل ببطنه فــ”جفل” العجل  ،ثم التحق ابليس الصغير بالأب كأنه لم يفعل شيئاً وسارا في طريقهما إلى السوق …هناك قطع العجل لحبل من أثر الوخزة، وهرول نحو أمه ليرضع منها، فرفست البقرة المرأة التي تحلبها، فانسكب سطل الحليب على الأرض، فجاء زوج المرأة فضربها ، فجاء أخوها فضرب الزوج، فهجم إخوة الزوج على إخوة الزوجة ، فتطلّقت أخت الزوج  المتزوجة مع ابن عم المرأة “تبعت السطل”، فحرق أخوه بيت نسيبهم، فاشتبكت العائلتان..ثم انقسمت القرية ناس “مع” وناس “ضد”..في المساء وأثناء عودة إبليس الأب مع ابليس الابن شاهدا دخاناً وناراً وصراخاً يعمّ القرية التي مرّا بها صباحاً…نظر الأب في وجه ابنه الذي يقطر شراً وخبثاً. ..سائلا: “ولك هاي “الخبصة” ما بعملها غيري او واحد من ذريتي..شو سويّت الصبح”؟؟ فردّ الطفل بــ”برادة” الأطفال: بس نخزت العجل!!.

 

**

 

في بلدنا ، هناك من يعيّنون بدرجة وظيفية عالية ،و يتمتعون بمكانة اجتماعية مرموقة ، ومراكز مهمة و حظوة كبيرة وبرواتب خيالية.. فقط  مقابل أن: ” يوخزوا العجل”!!.