الرئيس السابع والمشير التاسع!
قبل اسابيع قليلة كتبت في هذه الزاوية الحرجة عن الرئيس المصري السابع ولم يكن الفريق السيسي قد حزم أمره باتجاه الترشح للرئاسة، والآن أصبح واضحا ان الرجل قرر ذلك، ولم يكن قرار ترقيته من فريق اول الى مشير الا تمهيداً لخوضه معركة الانتخابات الرئاسية والتي يرى كثير من المراقبين انها ستكون مثيرة بدرجة لا تقل عن الاثارة التي أدى اليها الاستفتاء الاخير على الدستور واذا كان الفريق السيسي هو بالفعل الرئيس السابع لمصر بعد ثورى يوليو، فان مصائر الرؤساء الستة الذين سبقوه تستحق التأمل.
اللواء محمد نجيب تم اقصاؤه عن الرئاسة وانتهى معزولاً وشبه منفي في بيته، وعبدالناصر تداولت الشائعات نبأ موته المفاجئ والعاجل ولم يغلق الملف حتى الآن وكان آخر ما قيل في هذا السياق هو فنجان القهوة الاخير الذي شربه في فندق هيلتون وكان السادات هو الذي أعدّ القهوة رغم عدم وجود قرائن وحيثيات يمكن الاركان اليها في هذا الاتهام.
وانور السادات مات مقتولا في عيد الجيش وذكرى حرب رمضان التي اقترنت بانتصاره وعبور القناة.
وحسني مبارك خلع من الحكم واستخدم نائبه كلمة التنحي لانهاء اكثر من ثلاثين عاماً من الحكم وكانت آخر جولات الرئيس مبارك بطائرة هيلوكوبتر بين السجن والمحكمة.
والرئيس الخامس هو د. مرسي الذي يقبع الان في السجن متهما بالتخابر المحظور والتحريض على قتل المتظاهرين.
أما الرئيس السادس فهو بالتأكيد سينجو من هذه المصائر لسبب واحد فقط هو كونه رئيساً انتقالياً ومؤقتاً ولا يتطلع الى استمرار الاقامة في قصر الاتحادية.
والمشير السيسي الذي بات من المؤكد انه الرئيس السابع لمصر سوف لن يقطع المسافة بين قيادة القوات المسلحة وقصر الاتحادية سهوا فالشوارع ملغومة وله خصوم ينددون به على مدار الساعة هم الاخوان.
والرئيس السابع هو أيضاً المشير التاسع..
ولم تكن مصائر سابقيه ذات نهايات سعيدة على الدوام، فأولهم وهو المشير عامر مات في ظروف غامضة بعد هزيمة حزيران ويقال انه انتحر.
والمشير أبو غزالة أقصي من منصبه بعد اشاعات تناولت علاقته بمبارك وطموحه السياسي، وهناك مشيران او ثلاثة على ما اذكر نالوا هذا اللقب العسكري بعد رحيلهم.
أما آخرهم قبل الفريق السيسي فهو المشير طنطاوي الذي اقصاه الرئيس المخلوع مرسي عن منصبه بعد فترة انتقالية عسيرة أعقبت الخامس والعشرين من يناير عام 2011.
وليس معنى ذلك ان كل رئيس قادم او مشير قادم سيلقى المصير ذاته، فالظروف الآن مختلفة، وما يظفر به السيسي كفريق او مشير فيما بعد من شعبية نادراً ما ظفر به قائد عسكري آخر باستثناء عبدالناصر.
فهل سيكون الرئيس السابع والمشير التاسع علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث؟ وهل ستساعده الظروف والاقدار ليغير مسار هذه التراجيديا السياسية في مصر..
ـ جزم بأن هذا الرجل لا يستخفه الطرب للتصفيق او لرفع صورة بجوار الزعيم عبدالناصر، فهو أدرى من كل محبيه والمعجبين به بحجم المسؤولية التي تنتظره، وهذا احد اسباب تماسكه واتزنه واختياره لمفرداته بعناية عسكرية أولاً!!.