مديرية التقاعد المدني والعسكري
قبل سنوات عديدة قمت بمراجعة مديرية التقاعد المدني والعسكري للحصول على كشف براتبي التقاعدي وبقيت من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة التاسعة ولم يحضر الموظفون الذين من المفروض أن يداوموا خلف الكاونتر ويخدموا المراجعين وقد كتبت عن ذلك في ذلك الوقت.
قبل عدة أيام راجعت هذه المديرية ليومين أو ثلاثة أيام متتالية لإنجاز معاملة تعود لابنتي ففوجئت بالأعداد الكبيرة جدا من المراجعين الذين لهم معاملات يريدون انجازها لكنني فوجئت أكثر بأسلوب العمل هناك وبالسرعة في انجاز المعاملات مع ملاحظة أن أي مواطن يجب أن ينتظر دوره حسب الرقم المتسلسل الذي حصل عليه ولا يتعدى مواطن على حق أو دور مواطن آخر.
في المكاتب نجد أن كل موظف يجلس خلف مكتبه وأمامه عشرات الملفات وهذه الملفات يجب انجازها وكل هؤلاء الموظفين يعملون بصمت وبمنتهى الجدية، وإذا راجع أحدهم بعض المواطنين فإنهم يقابلونه بابتسامة لطيفة ويقومون بخدمته بكل صدر رحب.
لدى معظم المواطنين فكرة قديمة عن موظفي الحكومة وأن هؤلاء الموظفين لا يعملون ولا يتواجدون على مكاتبهم ويتعاملون بشكل غير لائق أحيانا مع المراجعين، لكن هذه الفكرة تزول تماما عند من يراجع مديرية التقاعد المدني والعسكري بل سيرفع قبعته احتراما وتقديرا لهؤلاء الشباب والفتيات الذين يعملون بصمت ودون توقف من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا.
في هذه المديرية لا تحتاج إلى اذن من السكرتيرة حتى تدخل عند المدير العام؛ لأن بابه مفتوح لكل المواطنين وحتى المدراء الفرعيين تستطيع أن تدخل عليهم بدون استئذان لتوقيع معاملتك أو للاستفسار عن أي شيء تريده.
على كل حال فإننا نرفع قبعاتنا احتراما وتقديرا لكل موظفي مديرية التقاعد المدني والعسكري من المدير وحتى أصغر موظف ونقول لهم بارك الله فيكم وكثر الله من أمثالكم ونتمنى أن تكونوا قدوة تحتذى لكل العاملين في القطاعين العام والخاص؛ لأنكم تترجمون الانتماء الحقيقي للوطن؛ فالانتماء لا يكون بالتنظير في الاحتفالات والندوات والخطابات بل يكون بالعمل الدؤوب الذي ينعكس مباشرة على مصالح الناس ومصالح الوطن فأنتم أبناء الوطن الحقيقيون وأنتم من يمثل الوطن بل أنتم روح هذا الوطن.
مرة أخرى تحية لكم جميعا ونتمنى على وزير المالية بل وعلى رئيس الوزراء أيضا أن يزورا هذه المديرية ليريا بأنفسهما كيف تعمل خلية النحل دون كلل أو ملل وليشاهدا الابتسامات الحلوة على هذه الوجوه الأردنية الطيبة. نزية القسوس