عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تنبؤات وأبراج وتحليلات

نهاية سنة 2013 وبداية سنة 2014 وفرت فرصة مناسبة لإنتاج توقعات للأحداث التي ستقع في العام الجديد تقدمها المحطات الفضائية كمادة للتسلية.
هذه التوقعات قلما تصدق ، فالمستقبل ليس كتاباً مفتوحاً يقرأ منه المتنبئون ، فالمتغيرات كثيرة يصعب بل يستحيل حصرها.
إذا كانت الأمور مستقرة في بعض جهات العالم بحيث يمكن التنبؤ بقدر معقول من الصحة على أساس افتراض الاستمرارية فإنها ليست كذلك في منطقة الشرق الأوسط بالذات حيث لا استقرار ولا استمرارية بل مفاجآت غير محسوبة.
لا يعني هذا رفض فكرة التوقعات بحد ذاتها ، بل مجرد ربطها بنهاية سنة وبداية سنة ، وكأن الاتجاهات الجديدة تتقرر في تمام الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة رأس السنة.
التوقع عملية مستمرة على مـدار العام ، ويمكن أن تكون لفترات أطول ، ومنها ما يتحقق ومنها ما لا يتحقق بل يتحقق عكسها.
مع ذلك فإن للتوقعات أهمية خاصة لا يستغني عنها المسؤول ، فكل قرار سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يعتمد على توقعات الحال فيما إذا لم يتخذ القرار ، وتوقعات ما ينشأ عن القرار إذا اتخذ ، وبقدر ما تكون التوقعات صحيحة ومنطقية تكون القرارات المبنية عليها صحيحة ومنطقية.
لا يفيد كثيراً إطلاق العموميات مثل سنة صعبة ، لا تختلف عن السنة السابقة ، وما شابه ذلك مما له علاقة بمدى تفاؤل أو تشاؤم الشخص المعني.
المفروض أن لا تعتمد التوقعات على قانون الاحتمالات ، لأنه في هذه الحالة فإن أية توقعات عشوائية يمكن أن ينجح نصفها ويفشل النصف الثاني ، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يركز صاحب التوقع على الجزء الذي صدق ولو بالصدفة ، ويتجاهل الجزء الذي لم يتحقق اعتماداً على ضعف ذاكرة الناس!.
في لبنان أربعة على الأقل ممن يمتهنون التوقع في نهاية كل سنة على أن يسبق الإعلام عنها أدلة على صدق تنبؤات العام الماضي. وقد حاول أحد الخبثاء أن يجرد تلك التوقعات ليكتشف أن نصفها على الأقل لم يتحقق أو تحقق عكسها.
هناك فرق بين التنبؤ وبين التحليل ، ذلك أن استقرار الحاضر يشير إلى ما يمكن أن يؤول إليه في المستقبل. ومن الواضح أن التحليل اجتهاد يخطئ ويصيب.
ليس أسخف من التوقعات العشوائية سوى الاهتمام بالأبراج وقراءة المستقبل حسب تاريخ الميلاد. هذه التوقعات يؤلفها إعلاميون لا علاقة لهم بالأبراج أو الفلك كأداة للتسلية يأخذها البعض مأخذ الجد.
الذين يقدمون هذه التوقعات المستقبلية نصابون ولو صدقوا ، والذين يستمعون إليهم ويصدقونهم مغفلون.