0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

زفرة الأربعينية!

هي ليست أربعينية الشتاء، وإن كان ثمة رابط بينهما، على غير صعيد، اعني أربعينية الشتاء، والمرأة الأربعينية!

كتبت تقول، المرأة الأربعينية، كأنها تتحدث بلسان قبائل من النساء اللاتي نسيتهن الأيام، أو نسين أنفسهن، ثم استفقن فجأة: لله دري بعد أن أدركني المشيب

 وبعضٌ من هزال الأطراف ..والمواقف ..!!

وأوجاع الركب …والزمن ..!!

واضطراب النَفَس .. والظروف..!! 

وانحناء الظهر …والجبين ..!!

وباستدارة خفيفة وطرفة عين إلى الوراء رأيتني ما زلت في خَلَد الأيام أنا أنا 

لم أرتق في سلم الحياة الا ما تيسر .. وباقي أحلامي وأمنياتي ورسوم المستقبل بقيت قيد التحقق، مستسلمة لقضاء رسمته بيد مرتعشة لحظة ضعف ونفخت فيه روح الحياة وتركته يرسم لي ظلا هزيلا  يعكس صورة ليست لي، ومنحنية أمام مقادير غرفتها من ينابيع يأس جافة .. عاجزة متثاقلة متلفّتة حولي انتظر حضور من اعتدت ان يزيلون العثرات من أمامي في صغري …

 فليتهم وليتني ..!!!

ليتهم .. تركوا لي بعض  العثرات  ورمقوني من بعيد بعين الحريص ودعاء المحب وترانيم المحفز الى أن أتخطاها وحدي ..

وليتني استدركت ما فاتني وسعيت سعي المجد المثابر، سعي من استقوى على تحديات الزمن وتخطى المستحيل .راجية .. مبتهلة …متوكلة، على مسبب الأسباب  «ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور» وليتني لملمت دقات قلبي وشددت عليه وشتات فكري وبعثرة أمري دون أن أجلد ذاتي ولكن أنتقدها بقسوة، قسوة المحب المشفق ..

 ولكن ؟!!!

لكن الفرصة ما زالت سانحة ..!!

فلا يكفي ان أكون من البشر لأكون على قيد الحياة، علي أن أعيش لغيري لأعيش حياتيْن: حياة موهوبة وحياة منسوجة بنسيج الأمل والعزيمة والعمل لتبقى بعد رحيلي وسأصل الى الأشياء العظيمة التي سأبدأها منذ الآن بـ «سؤال «  فكل أمر عظيم لاشك يبدأ بنية صادقة و..سؤال ..!

انتهت زفرة الأربعينية، وتلك حكاية قد تطول، فلكل من بلغ الأربعين قصة، ذكرا أكان أو انثى، لكأنه يعيش ميلادا آخر، يتيح له النظر إلى ما انصرم من سني عمره، وما سيأتي، ففي الأربعين تبدأ بتقويم منجزاتنا، وغالبا ما نصاب بخيبة عميقة، لأننا لم ننجز ما أردنا، ليس لتقصير منا على الأغلب، ففي معوقات المجتمع، وكوارث الأمة متسع للخيبات وضياع الرؤى، لا ليس هذا بمشجب نعلق عليه هذه الخيبات، بل رؤية متسعة لحجم الكارثة، وقليلون هم من يكسرون القيود والمعوقات، ويحققون ما يصبون إليه.

في الأربعين، بعضهم وبعضهن يولدون من جديد، بعزيمة ماضية، وآخرون يبدأون العدة للرحيل، وما علم هؤلاء أن الحياة تبدأ – فعلا- بعد الستين!

 

hilmias@gmail.com