إلى الرئيس عباس … لا تصالح!
“مع الاعتذار من أمل دنقل”
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهب … أترى حين أفقأ عينيك … ثم أثبت جوهرتين مكانهما… هل ترى؟ … هي أشياء لا تشترى:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما -فجأةً-بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق… حين تعانقُهُ،
الصمتُ -مبتسمين-لتأنيب أمكما… وكأنكما ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ… صوتانِ صوتَكَ … أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ … وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك-ماءً؟ … أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء…تلبس -فوق دمائي-ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ…لكن خلفك عار العرب … لا تصالحْ… ولا تتوخَّ الهرب!
********
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة … كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ؟ … وكيف تصير المليكَ… على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك… فلا تبصر الدم…في كل كف؟ …إن سهمًا أتاني من الخلف… سوف يجيئك من ألف خلف … الدم -الآن-صار وسامًا وشارة … لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة … إن عرشَك: سيفٌ… وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته-لحظاتِ الشرف … واستطبت-الترف.
*********
لا تصالح،
ولو قال من مال عند الصدامْ … “:”ما بنا طاقة لامتشاق الحسام” … عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ … ولسانُ الخيانة يخرس … لا تصالح … ولو قيل ما قيل من كلمات السلام … كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ … كيف تنظر في عيني امرأة… أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ … كيف تصبح فارسها في الغرام؟ … كيف ترجو غدًا… لوليد ينام… كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام … وهو يكبر -بين يديك-بقلب مُنكَّس؟ … لا تصالح، ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام … وارْوِ قلبك بالدم… واروِ التراب المقدَّس… واروِ أسلافَكَ الراقدين…إلى أن تردَّ عليك العظام!
******
لا تصالح،
ولو ناشدتك القبيلة … باسم حزن “الجليلة” … أن تسوق الدهاءَ … وتُبدي -لمن قصدوك-القبول … سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول … فخذ -الآن-ما تستطيع: قليلاً من الحق… في هذه السنوات القليلة … إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل … وغدًا… سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل.
لا تصالح، ولو قيل إن التصالح حيلة … إنه الثأرُ، تبهتُ شعلته في الضلوع… إذا ما توالت عليها الفصول…ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) … فوق الجباهِ الذليلة!