هوامش على دفتر «الثلجة»
«باتت بيوتنا أوطانا لنا» .. عبارة أطلقها الصديق محمد فرحان ذات مساء مخملي، لكن وقعها كان أقسى من الدبابيس في آذاننا!
أيام «الثلجة» الكبيرة، مكثنا في بيوتنا، وتحققت «نبوؤة» ابو فرحان، وبدأنا نتقافز ما بين سطح البيت لإزالة الثلج عن صحن «الستلايت» وبين الشرفات، لنرقب منسوب الثلج وهو يتراكم على صدورنا، أعني الشوارع، التي تحولت إلى صفحات بيضاء، وفي الأثناء نطل في اجهزة الكمبيوتر ما وسعنا النت، لنعرف أخبار الجوار، وما فعلت بهم العاصفة، خاصة في غزة المنكوبة بخذلان الأهل والعشيرة، ولاجئي سوريا المخذولين من كل الدنيا!
-2-
هل كانت عاصفة على غفلة؟؟ منذ قبل أسبوع أو اكثر،
والكل يعلم أن هناك عاصفة ثلجية ستضرب المنطقة،
وصار اللي صار، كيف لو جاءت على غفلة؟؟ ماذا كان سحل بنا؟
-3-
معلش سامحوني!
من ليس له حاجة بالخروج في هذا الجو العاصف، لم يخرج ويصدع رأس الناس بحاله، ومن ثم يدب الصوت ويصرخ: أنقذوني؟
إذا كنت تريد أن تعمل أكشن ومغامرات فتحمل!
ليس معقولا أن تحمل الكل مسؤولية «رفاهيتك» المجنونة، ومن ثم تقول أن «الدولة» قصرت معك في رعاية هذه الرفاهية!
-4-
الخس إذ يجترح الدفء!
في أحواض خاصة بنبات الزينة زرعت نبتات صغيرة من الخس، سرعان ما غمرتها الثلوج، وبدت كأنها توابيت لجثث مخفية، فكتبت عنها: هنا ترقد بسلام، شتلات الخس التي زرعتها قبل العاصفة، في أحواض خاصة، أنا موقن أن لديها القدرة على أن تنبعث من تحت الثلج، وتعود شامخة برأسها لتعانق الشمس، وتلك قصة يجدر بنا نحن البشر أن نأخذ منها عبرة ما، في تحدي «الصقيع» والقدرة على اجتراح الدفء، حتى ولو كنا بهشاشة ورقّة «خسة»
سأنتظر «انبعاث» الخس، لأزودكم بذلك المشهد المنتظر، بإذن الله
-5-
قبل العاصفة، نشرت على «فيسبوك» ما يلي:
ملخص العاصفه الثلجية القادمة: مساء الثلاثاء امطار غزيره، صباح الأربعاء ماطر بغزاره وسيول في معظم المناطق، مساء الأربعاء الثلوج على 900متر
وفجر الخميس الثلوج على700متر
وبعد ظهر الخميس على 500متر
ومساء الخميس وفجر الجمعة على 500-400متر
وصباح الجمعه على 400متر
وكله تحقق، بالمناسبة المعلومات بعث لي بها متنبىء هاو، هل تعجز اجهزتنا العملاقة عن الإتيان بـ «معجزة» كهذه، يجترحها هاو؟
-6-
بصراحة، لقد فشلنا في امتحان «ألكسا» ، هذا ليس مهما الآن، المهم أن لا نكرر الفشل، كما نفعل كل مرة!