زجاجة موسى حجازين
فوجئت عندما هاتفني الصديق أحمد حسن الزعبي، وأبلغني عن وجود صديقنا موسى حجازين في المستشفى لغايات استئصال مرارته، وقد توقعت أن يستأصل سمعة أي عضو من أعضائه غير الفعالة، أما المرارة؟؟؟ فلم اكن اعتقد أصلا أن لديه مرارة.
فارعا دارعا جئت من مادبا باحثا عن موسى في المستشفى ، وبعد ضياع لأكثر من ساعة داخل الممرات، وجدت موسى مشبوحا على التخت، وهو على شدة ضعفه بعد الخروج من العملية، كان يتباهي بزجاجة صغيرة مليئة بالحصى التي استخرجوها من مراته المزعومة.
كنت اعتقد أن موسى حجازين قد فقعت مرارته منذ (العلم نور) في الثمانينيات، ولم اتوقع ان تكون قد نجت طوال هذا الوقت مرورا بمسرحياته السياسية الساخرة العابرة للأجيال.
يقولون بأن الساخر مثل الوردة المعكوسة ، التي تطوي نفسها على الشوك من الداخل فتتألم حتى ترسم الابتسامة على وجوه الناس وتمنحهم الأمل والقدرة على مواجهة الظلام والظالمين .
ويقولون ايضا بأن الساخر مثل طائر الشوك، وهو عصفور يدخل بين الأشواك، ولا ينفك يعزف اجمل الألحان، بينما الدماء تنزّ من جروحه، ويظل كذلك حتى يموت.
لذلك فإن المرارة الفاقعة أو (المفريّة)، هي حيلة يستخدمها الساخرون الكبار – أمثال موسى- من اجل احتمال الواقع لغايات حمل شعلة الأمل أمام السائرين في طريق الحرية والعدل والمساواة.
أما الحصى متنوعة الأحجام التي استأصلوها من مرارة موسى، فهي بلا شك كل واحده منها تعبر عن شبهة فساد وإفساد:
فمن قضية موارد, ميناء العقبة, الفوسفات ، البورصات, الكهرباء,الاسمنت,سكن»كريم»,البوتاس, الملكية, تأجير اراضي الديسي, الاتصالات, الباص « السريع», امانة عمان,المصفاة, اريفا الفرنسية, تسجيل اراضي الدولة بأسماء بعض المتنفذين او اقاربهم وغيرها , واخرها وليس نهايتها بالتأكيد قضية اسهم الضمان الاجتماعي في بنك الإسكان المسماة عملية (حرير)، ربما لأنها تحول الشعب الأردني الى يشبه دودة القز التي تنسج الحرير بينما تموت دودة القز عارية .
صديقي موسى …… ارتحت من مرارتك وارتاحت هي من حصاك. تهانينا!!