أغنيات للعشق السري
خشيت أن اكتب عن رحيل الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم، فيقوموا بتكذيب الخبر، فأتحول الى مجرد(مفاول). لكني الان أدرك عمق خسارتنا بعد أن شاهدت قسما من لقائه الوداعي مع قناة رؤيا.
للشيخ امام وللشاعر نجم ذكرى عميقة في ذاكرتي تعود الى منتصف سبعينيات القرن الماضي، إذْ كنا نتداول اشرطته الغنائية الثورية مثل المناشير، لا بل أن السبب الرئيس لاختيار شريكة حياتي، كان لأنها تغني بصوت جميل للشيخ امام من اشعار أحمد فؤاد نجم.
تأخرت، ولم يترك لي الأصدقاء ما اقوله حول نجم، سوى هذه القصيدة، التي تحمل عنوان المقال والتي نشرتها في ديواني الشعري الأول، وربما اكون كتبتها العام 1979 حينما كان الشاعر والمغني في المعتقل معا. وهي قصيدة ساذجة وركيكة، لكنها تعود الى بداياتي الأولى قبل عقود:
برغم الحديد يفل يديك
ورغم الجروح على ساعديك
ورغم ارتسام ابتسامة حزن
تطل على شفتيك
فإنك تبقى إماما
لكل براعم درب النضال
وكل الأزاهير في مصر
منك..إليك.
تغنيت حتى الثمالةبمصر البهية
وألبستها من ثيابك، وهي قليلة،
لتبقى، برغم العواصف، صامدة وقوية.
أيا أحمد النجمإن النجوم برغم الغيوم تطل عليّا
…تساورني بالحديثعن الشعر والحب والثورة الدائمة
فأشعر أن النجوم تشاركني وحدتي وتحن إليّا
فأسألها عن إمامفترنو أصابعها ليديا
فأسمع نغمة عود بعيد يغني ويهدي السماء أناشيد من لحنك الأممي
ويا ألف نعم، لهذي الهدية
أخي في التوجس والخوف من موتنا المحلي
تعال نسافرمن عالم الظلمات لأبراج بابل
لنقرع دور الحفاةنبشرهم بوصول الجحافل
تعال أخي
فنيرون ماتلنحرق آخر قصر لهوآخر نسل لهونحمل راياتنا
ونقاتل.