0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

كارثة إنسانية في غزة!

مصر ترى في حماس عدوا، غزة على شفا كارثة انسانية، هذا ليس كلامي، ولا كلام أي مسؤول عربي، بل هو لمن يسمى «منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق» الفلسطينية المحتلة، اللواء ايتان دانغوت، الذي أجرى سلسلة من اللقاءات الأسبوع الماضي في بروكسل مع كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي وسفراء 28 دولة من دول الاتحاد المقيمين في بروكسل!

  دانغوت، الذي وصل الى بروكسل لبحث مسألة النقص الخطير في الوقود وأزمة انتاج الكهرباء في القطاع التي تمس كما يقول «بتوريد الطاقة لعموم السكان وتؤثر سواء على المنازل الخاصة أم على المباني العامة كالمستشفيات»، كما ورد في البرقية التي أرسلها لحكومته، لا نريد هنا أن نتساءل عن سر اهتمام دانغوت بغزة وكارثتها الإنسانية، فالأمر متعلق بـ «أمن» إسرائيل، فاستقرار غزة جزء من هذا الأمن، ولكننا نتساءل عن سر إغلاق كل الاذان والأفواه والعيون العربية عما يحدث لبناء جلدتهم، حتى أننا بالكاد نسمع كلمة ما عن أهوال وأحوال غزة، في ظل هذا الحصار العربي، حتى ان دولة الاحتلال باتت تخشى عواقبه، فبدأت باتخاذ سلسلة خطوات تخفيفية كي لا تنفجر المأساة في وجهه!

          ويروى دانغوت عن انقطاع الكهرباء في غزة الذي يستمر 16 ساعة في اليوم بالمتوسط، كيف تؤثر على المجاري التي تتدفق في الشوارع لأن محطات النهل لا تعمل بشكل منتظم بسبب النقص في الكهرباء وعن النقص في مياه الشرب بسبب توقف عمل المناهل. للنقص في الوقود آثارا جسيمة حتى على عمل شاحنات جمع القمامة التي تتراكم في الشوارع. دانغوت  يعزو أزمة الطاقة الخطيرة في القطاع الى ما سماها «المواجهة» بين مصر وحماس، والتي في إطارها تدير القاهرة صراعا بلا هوادة ضد أنفاق التهريب. وقضى دانغون بالقطع بان «مصر ترى في حماس عدوا». والكلام بالكامل له!

هذا الوضع الماساوي في غزة حرك سلطات الاحتلال، ولم يحرك قلوب الأشقاء، وفي هذا الصدد، يقول دانغوت أنه ابلغ المسؤولين في بروكسل بأن مكتبه «يعمل مع السلطة الفلسطينية على حل المشكلة». بل إنه بدأ جهدا يتعلق بقرار وزير الحرب موشيه بوغي يعلون بوقف ادخال مواد البناء الى القطاع في أعقاب اكتشاف النفق الكبير قبل نحو شهر. وبلغ المر أن مكتب دانغوت «حذر» من الاثار الجسيمة للقرار ولا سيما على العمالة في القطاع لأن ثمة في القطاع قرابة 70 ألف نسمة في صناعة البناء ومعظم شركات البناء علقت في أزمة خطيرة في أعقاب قرار يعلون. بل أوصى دانغوت يعلون بإقرار تقنين لنقل مواد البناء عبر الاسرة الدولية، واتصل الامين العام للامم المتحدة بيعلون وطلب منه ادخال مواد بناء لمشاريع وكالة الغوث. وقال يعلون انه سيفكر بذلك، ولكنه اشترط موافقته بمطلبين. الاول ان يخرج الامين العام بان بتصريح ضد الأنفاق، وهو التصريح الذي نشره بالفعل في نهاية الاسبوع. اما المطلب الثاني فكان أن يتفق دانغوت مع مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط روبرت تسيري على آلية خاصة تضمن الا تصل مواد البناء الى حماس أو الى الفصائل الفلسطينية في غزة لغرض بناء الانفاق. وبالفعل، تنقل الصحافة العبرية عما تقول انه مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية قوله بانه من المتوقع في الايام القريبة القادمة تغيير في سياسية اسرائيل بالنسبة لادخال مواد البناء الى القطاع!

هذه قصة غزة وكارثتها الإنسانية التي حركت عدوتها الأولى «إسرائيل» ولم تحرك ولو شعرة في الجسم العربي، ولو من باب التضامن اللفظي، الذي يفيض عادة مساعدات عربية تنهال على الدول التي تصاب بكوارث طبيعية، فما بالك بكارثة تسببها أكبر دولة عربية، تقول عن نفسها بأنها قلب العروبة النابض؟