«7 الصبح» .. أليس الصبح بقريب؟
سلطة الانقلاب المصرية جاءت بـ «شرعية» المظاهرات، وأول ما شرعنت قانونا لمنع التظاهر، وتلك مفارقة غير مستهجنة، فبعد تسعين يوما من سرقة ثورة مصر، وأسر رئيسها المنتخب، لم يهنأ الانقلابيون بما سرقوا، ولم يهنأوا بـ «الغنيمة» بل اشتعلت الأرض من تحت أقدامهم، وبدأوا بإطلاق نيرانهم شمالا ويمينا، على من ناهضهم وعلى من وقف معهم وأيدهم، وتلك علامة أخرى من علامات فقدان الوزن، فهم يجندون كل يوم أعداء جددا ليسوا من الإخوان، بل يكرهونهم أشد الكره، ومثال على ذلك تغريدة لصبية مصرية تدعى حنان كمال، كتبت على تويتر تقول مختصرة المشهد برمته: أنا بكره الإخوان كراهية التحريم بس مش قادرة أستوعب صدور حكم على بنات اسكندرية بالحبس 11 سنة ، الظلم ظلمات يا حكومة وهتضلم علينا كلنا، وهذه التغريدة تختصر كثيرا من الكلام، وفيها رؤية استشرافية للضمير الجمعي، فلا يمكن لمن يرتكب مثل هذه الحماقة إلا أن يحصد علقما، لأنها فعلا «هتضلم» على الجميع، واولهم أولئك الذين خُدعوا بالانقلابيين، وغنوا لزعيمه، وشكروه، وقالوا له راقصين: تسلم الأيادي، وهم لا يعلمون أن رقصتهم تلك، لم تكن إلا رقصة على جثث إخوانهم في رابعة والنهضة!
حركة «7 الصبح» التي أسستها كوكبة من زنابق مصر، يبدو أنها ستكون منعطفا في مسار الثورة الشبابية، فهي إبداع جديد، يبعث دماء حارة في شريان الثوار، بعد أن هيأ للبعض أن نيران الثورة قد خبت، وأن الربيع لم يعد يزهر، وإذ بثغره يفتر عن ابتسامة عريضة ارتسمت على وجوه الثائرات الصغيرات من حرائر اسكندرية، أعادت للثورة ألقها، واستدعت بطولات شعبية غيبها تقادم الزمن، حتى ان ناشطة اردنية هي الدكتورة ديمة طهبوب، كتبت على صفحتها على فيسبوك تقول: سيدتي زينب الغزالي… اليوم حلقت روحك فوق الاسكندرية، اليوم تجددت الآية..اليوم تكررت التضحية…اليوم أحيت فتيات الاسكندرية الميراث…اليوم كان يوم البر سيدتي سيبقى نجمك ساطعا ودرسك محفوظا في كل معركة بين حق و باطل، وزينب الغزالي كانت رمزا من رموز البطولات التي سجلتها الأخوات المسلمات في عصر عبد الناصر، على الرغم مما في قصتها من معاناة تعكس وحشية ذلك النظام في تعامله مع الإخوان، ومع ذلك لم يفلح في تغييب هذه الحركة، وهنا نستذكر من رأى في قائد الانقلاب عبد الناصر آخر، ترد عليه صحيفة أمريكية قائلة، انه أقرب إلى القذافي منه لعبد الناصر، والحقيقة أن في هذا الكثير من الصحة، كون هذا الرجل يتحرك على نحو مضطرب، فبدلا من ان يجمع المزيد من الأصدقاء والمؤيدين، ها هو «يكسب» أعداء جددا، بقانون التظاهر تحديدا، الذي يبدو أنه جاء لقمع من أيدوه وأعطوه ذلك التفويض ، لأن تظاهرات الإخوان لا تحتاج لقانون لمنعها، فهي تواجه بالخرطوش والقمع والملاحقة، ولا يتصور اي مصري ان يلجأ شباب وشابات مثل «7 الصبح» لطلب إذن من الداخلية لتسيير تظاهرة!
الانقلابيون يخسرون كل يوم، ويبدو أن حركة «تمرد2» التي أعلنت عن نفسها أخيرا رافضة للانقلاب، حتى ولو كانت حالة «بلاغية» هي علامة أخرى من علامات هذا الخسران المبين!.