تنك الميّ

مع أن موضة الخربطة في الأرقام  والاتصال الخاطئ انتهت تقريباً منذ تراجع استخدام الهاتف الأرضي، والاعتماد على الهاتف الخلوي في كل شيء بدءاً بحفظ الأسماء ،مروراً بالتذكير بالمواعيد والمناسبات، وإقامة الصلاة، وتحديد اتجاه القبلة، وتعيين الوجهة ، وطول الطريق، والمدّة المتبقية..إلا أنني ما زلت ضحية لــطلبات ” تنك المي”..

 

قبل أسبوعين وجدت إحدى عشرة مكالمة فائتة “مس كول” على هاتفي خلال ساعة اجتماع واحدة قضيتها في إحدى المؤسسات ، الرقم غريب وغير مخزّن على هاتفي ..اتصلت به..فافتتح الرجل المكالمة بهذه العبارة ” شو ثقلان علينا يا خــ….” ،اعتقدت انه صديق وبادرني بهذه المزحة..حاولت الاعتذار له بسبب طول الاجتماع..فردّ بعبارة أسوأ من الأولى ” أف أف..صاير تحضر اجتماعات يا ط…”؟؟..عندها قلت بنبرة جدّية مين أنت؟؟ وبدأ المتّصل يستدرك أن الصوت يختلف عن الصوت المطلوب ..قال : مش فراس تبع تنك المي؟؟.. قلت له: لا والله أني أبو أصالة  تبع تنك النضح!..فاعتذر وأغلق السماعة ..تخيّلوا إحدى عشر مكالمة من اجل تنك مي..وأنا الذي كنت أعتقد أن المتصل قصر العدل أو محكمة امن الدولة أو دائرة الأرصاد الجوية بسبب الإلحاح الغريب والمريب في نفس الوقت!!..

 

**

 

…يوم الاثنين الماضي ، اتصل رقم آخر ولأنه من عادتي أن أردّ على العبارة التي أسمعها ثم أسأل عن اسم المتصل ، افتتح الرجل مكالمته بـدون تحية ” مشان الله بدي اتحمّم ولّ”!!..قلت له: شو المطلوب ..آجي أفرك ظهرك؟؟..وما أن قال : يا حبيبي يا فراس من الصبح وأنا قاعد بستنى ..عرفت انه يقصد صاحب تنك المي ما غيره..قلت له مين بدك بالزبط؟ قال: مش تنك المي؟؟….ثم سمع الجواب واعتذر…

 

الخميس الماضي وفي عزّ القيلولة..اتصل رقم غريب خمس مرات متتالية ..وعندما فتحت الخط ..صاح: “صارلي ساعة برنّ عليك ..ما ترد ولك أبو الشلاطيف”؟؟…قلت له: كنت بحمّل بالنقلة يا هوا..هاظني بالطريق لعندك!!..فسرّ أيما سرور من أدبي الجمّ وشكرني على اجتهادي..

 

 

 

عزيزي صاحب تنك المي “فراس” يا من ينتهي رقم هاتفك بـ”500″ أمامك خيارين لا أكثر..اما ان تبيعني رقم هاتفك …أو تبيعني تنك المي!!..

 

لأنه بصراحة هاي مش عيشة!!..

 

**

 

عبرة هامشية : أكبر مقلب في الحياة السياسية أن تستنجد بالبعض على أنهم “تنك مي”..لتكتشف في النهاية أنهم مجرّد “تنك شفط”!!