عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

موت بطيء!

سبع سنوات من الحصار، تعايش الغزّيون معها على نحو أو آخر، لكن الحال اليوم مختلف تماما، بعد أن أطبقت عليهم كماشة فكاها عربي ويهودي!
حجم المأساة اليوم يفوق الوصف، مرصد أوروبي لحقوق الإنسان تولى أخيرا كشف الفاجعة بالأرقام، عبر مسح ميداني لأوضاع ما يزيد على ألف حالة، ومنها، على سبيل المثال فحسب: 32.7% من السيدات المستطلعة آراؤهن ضمن الدراسة المسحية أفدن بأن معيل الأسرة فقد عمله ومصدر رزقه، عقب إغلاق الأنفاق وتداعيات الأحداث المصرية الأخيرة. 31.3% من السيدات قلن إنّ مصدر دخل أسرهنّ تناقص خلال الأشهر الأربعة الماضية، كما أفاد 54.4% من السيدات أن أسرهنّ باتت تعاني من تراكم الديون، وأظهرت النتائج في السياق ذاته أنّ نسبة 59% من الأسر اضطرت إلى بيع بعض من مقتنياتها لسداد أعباء المعيشة.
ليس هذا فحسب، إذ عبر 58.9% من السيدات عن اعتقادهن أنّ معدل العنف ضد النساء داخل الأسرة قد ازداد في فترة الحصار، بينما أعربت نسبة 61.3% منهن عن الاعتقاد بأن العنف ضد الأطفال تنامى بفعل ضغوط الحصار. وقالت نسبة 90% من النساء إن مستوى العصبية والقلق والتوتر داخل الأسرة ارتفع بشكل ملحوظ، كشفت 24.6% من السيدات عن ارتفاع حالات الطلاق داخل العائلات لسبب عائد إلى تفاعلات الحصار، كما عبّر 23.1% من السيدات عن أن أسرهنّ اضطرت إلى تزويج إحدى بناتها زواجاً مبكراً للتخفيف من الأعباء المادية للأسرة(!) بينما اضطرت 61.2% من الأسر إلى تأجيل زواج أحد شبّانها لعجزها عن الإيفاء بتكاليف الزواج. وفي سياق التعليم، عبر 28.4% من السيدات عن اعتقادهن بأن الحصار وتداعياته تسبب برسوب أطفالهن في مادة دراسية أو أكثر، بينما قلن 56.9% إن درجات أبنائهن قد انخفضت، في حين أن 7.9% من الأسر المستطلعة شهدت حالة تسرّب واحدة على الأقل لأحد أبنائها من مقاعد الدراسة.
أما فيما يخص أثر الحصار على الوضع الصحي للمرأة في غزة، فأعربت 49.9% منهن عن عدم قدرة أسرهن على توفير التكاليف العلاجية بصورة مريحة!
وتنقل الدراسة شهادات لربات البيوت عن انعكاس تداعيات تشديد الحصار على حياتهم اليومية، ومن هؤلاء  «إيمان عبد الحي» (35 عاماً) وهي أم لأربعة أطفال وتقول إن الأوضاع تزاد سوءا يوما بعد آخر، وأن أزمة الكهرباء الأخيرة شكلت رعباً لديها، بخاصة عندما تستخدم الشموع، إذ  تتذكر حالات اشتعال المنازل وموت الأطفال حرقاً. وتعيش إيمان كما غيرها من آلاف النساء على جدولة حياتها وفق ساعات وصل الكهرباء التي لا تتجاوز الست ساعات يوميا, وتقول إنها تستغل هذا التوقيت للقيام بواجباتها المنزلية، فتقوم بتشغيل الغسالة مجبرة في منتصف الليل ليدفع أطفالها فاتورة الأرق وعدم النوم إذ يتحول ليلهم إلى نهار. وتتراكم الأزمات على هذه الأسرة إذ تعاني من شح شديد في المياه المنزلية ما يدفعها لشراء المياه من شركات خاصة وضخها في الخزانات. كما تشكو إيمان من خلو الثلاجة من الطعام وعدم توافره بشكل كبير، حيث تقوم أسرتها بشراء احتياجاتها الطعام ليوم واحد فقط تخوفاً من فسادها نتيجة الساعات الطويلة من الانقطاع!
هذا هو حال مليوني إنسان يعيشون حالة موت بطيء، ليس نتيجة الاحتلال الصهيوني فحسب، بل نتيجة حصار ذوي القربى، وتواطؤ أشقاء، لم يعد يهمهم مات هؤلاء أم عاشوا!
من يقتل إنسانا بريئا فكأنما قتل الناس جميعا، فما بال من يقتل شعبا كاملا، يدّعي أنه من بني جلدته؟؟