جيش محمد في الأردن
لم ُيحدد أحد مصدر معلوماته حول قصة إنشاء جيش محمد في الأردن،للتدخل في سورية واليمن،والمعلومة منسوبة الى مصادر بريطانية ونشرات عسكرية،مجهولة الاسم،لا أحد يذكرها،ولا أحد يوثقها ايضاً.
الرواية التي تسربت تقول ان الاردن بالتوافق مع دول عربية ثرية كبيرة قرّر إنشاء جيش في الاردن باسم جيش محمد،نواته من السوريين،وعدده في الحد الأدنى خمسين الفاً،وقد يصل الى ربع مليون لاحقاً.
مهمة هذا الجيش التدخل في سورية،وقد يتم تحريكه لاحقاً الى اليمن لقمع الحوثيين اليمنيين،ونتحدث هنا عن جيش لدولة عظمى!.
هذه الرواية ،غير متماسكة ابداً،ولو تم الحديث عن دعم عربي للمعارضة السورية بالسلاح او المال،او حتى تدريب مقاتلين سوريين في دول عربية واسلامية مثل الاردن وتركيا،لتم تصديق القصة الى حد ما،باعتبار ان المداخلات في شأن مثل الملف السوري،تبقى واردة لاعتبارات كثيرة،ميدانيا وأمنيا،حتى لو تم نفيها.
ثم ما علاقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهكذا جيوش تخوض صراعات سياسية،ومذهبية في المنطقة،ولنا بالمناسبة في الاردن قصة قديمة مع تنظيم عسكري تم الاعلان عنه باسم جيش محمد،وحوكم بعض أفراده؟!.
اي تدخل اردني في الملف السوري ُمكلف جداً،سواء عبر تأسيس وحدات عسكرية للسوريين،او عبر اي شكل من اشكال التدخل المباشر او غير المباشر،وهذه محرقة دموية،ليس من مصلحة احد الخوض فيها،لاعتبارات الداخل الاردني،ولاعتبارات كثيرة.
الاردن يشكو من جهة اخرى من ملف اللجوء السوري،ووزير المالية يصيح امام العالم قائلا ان كلفة اللجوء السوري على الاردن تصل الى خمسة مليارات دولار،خلال العام الجاري والمقبل،والاردن غير قادر اصلا على تحويل ارضه الى منصة لأعمال عسكرية ضد سورية،عبر جيشه او جيوش الاخرين،وهو يختنق تحت وطأة التزاماته التي يواجهها.
لا علاقة لنا لا بالحكومات الشرعية ولا غير الشرعية في المنطقة،ومن الخطر جدا،زج البلد في مهمات اقليمية نيابة عن الاخرين،سواء بتغطية قانونية او دون تغطية.
الرواية تم تسريبها على ما يبدو في وجه احتمالات مختلفة،وفي وجه مداخلات عسكرية أقل درجة،وهي تأتي من باب التحوط او الفبركة،التي اعتدنا عليها وسط هذه الازمة في المنطقة.
كل القصة غير مقنعة،لاعتبارات سياسية وعسكرية ومالية وجغرافية ايضا،فما هو هذا الجيش الجرار الذي سينتقل مؤزرا مدعوما لا يقف في وجهه احد،من عمان الى دمشق وصولا الى صنعاء؟!.
جيش محمد،لواء عائشة،فرقة فاطمة،كتيبة عمر،طلائع ابوبكر،انصار المهدي،ابناء الحسين،كتيبة ابو الفضل،وحدة حفصة للعمليات الخاصة،وهكذا لا نترك اسما إلا ونزجه في حروبنا الجاهلية.
كل ما أخشاه ان يكون أبو كل هذا التنظيمات واحدا،تعرفونه كلكم،يزج المقدس في المدنس!.