أثريا بلا مزيل

تصادف في الكثير من الجلسات والقعدات والتعاليل الأردنية من يقول لك بكل ثقة وزهو:
«الرجل مليونير الله فاتحها بوجهه ، وكل قرش جمعه بعرق جبينه»
هذه العبارة وما يشابهها يقولها المواطن احيانا، لابل غالبا، اذا كان الحديث حول شخص من أقاربه او ممن قدم أو يقدم له المساعدة أو الواسطة، ومن النادر قولها بحق آخرين لا يمتون لنا بصلة!
هذه مسؤول كبير متقاعد – مثلا-  لديه فيلا في عمان ، وأخرى في العقبة، وثالثة في اسبانيا، وطاقم من السيارات الفخمة، فنقول عنه ان كل قرش من ثروته هذه جمعه بعرق جينه!
هذا رئيس مجلس ادارة ومدير عام لشركة، جمع المنصبين  والقرارين والثروتين ،والفسادين والإفسادين ،  ورائحته تقتل على بعد ميلين وجيلين ….اللهم لا حسد، ونقول عنه: «كل قرش جمعه من عرق جبينه»!
هذا متعهد كبير وواصل ، وعلاقاته مع مسؤولي الحكومة عال العال ، لا يحصل الا على العطاءات المدهنة، ولا يدخل الا الى المشاريع الرابحة، حتى تراكمت الملايين فوق الملايين، ونقول عنه  انه حصل على كل قرش – وليس كل مليون – من عرق جبينه!
المشكلة اني اعرف بعض هؤلاء ،واعرف الكثيرين من امثالهم، ومنذ قرون وأنا اتفرس في وجوههم وفي اجسادهم كلما سنحت لي فرصة لقائهم، لدرجة انهم صاروا (يتجنزون من شوفتي )!
اراقبهم منذ قرون بشكل كامل ومستتب : صدقوني….. صدقوني….. صدقوني ….اني لم ار منهم اي واحد عرقانا ذات يوم، ولم ار ولو بقايا قطرة من  العرق على اصداغهم …لا بل لا بل لم ار  على اجسادهم أي مسامات قادرة على تفريغ العرق أصلا….، ولا يستعملون مزيل العرق …صدقوني !!