معارضة بلا ضمانات
اذا افترضنا ان مؤتمر جنيف لتسوية الازمة السورية،تم عقده،وتم الوصول الى توافق،فإنه لاضمانة عند احد،ان تتمكن المعارضة السورية السياسية في الخارج،من فرض هذا الاتفاق ميدانياً في سورية.
هذا هو السؤال المهم الذي لايقف عنده احد،لان الفصائل العسكرية في الداخل عددها بالمئات،وعلى صعيد الجيش الحر،لاتوجد مرجعية محددة نهائية،قادرة على اجبار كل فصائل الجيش الحر،على الالتزام بأي اتفاقية،خصوصا،ان كل مجموعة تقاتل داخل سورية،تنسب نفسها الى الجيش الحر،فيما لاتنتظم عمليا داخل جسم عسكري موحد،فعليا،له مرجعية موحدة.
مع هؤلاء تأتي عشرات الجماعات العسكرية الاسلامية،مابين القاعدة والنصرة وتلك التي صنعتها دمشق الرسمية لإخافة العالم،واغلب هؤلاء لاضمانة ان يلتزموا بأي اتفاقية سيتم توقيعها في جنيف 2 بالاضافة الى ان حساباتهم تختلف عن حسابات الجيش الحر،والمعارضة السورية في الخارج.
علينا ألا ننسى ان الاتفاقية لو حملت اي صيغة،وتم القبول بها،من الجيش الحر،والجماعات الوطنية الداخلية،فإن حربا ثانية ستبدأ لحظتها بين الجيش الحر،والفصائل الاخرى،وضد الجماعات الاسلامية والمقاتلين العرب والاجانب.
كل هذا يعني ان الوضع مأساوي وليس بهذه البساطة،التي يتصورها البعض،لمجرد الذهاب الى جنيف 2 والتوقيع على حل.
علينا ألا ننسى هنا،ان ذات المعارضة السورية العسكرية في الداخل ُمقسّمة،وقد لاتقبل اي تسويات قد تصل اليها المعارضة السياسية في الخارج.
اساسا مؤتمر جنيف 2 قائم على احدى ثلاث نتائج،بقاء الاسد خلال المرحلة الانتقالية مع صلاحياته والذهاب الى الانتخابات العام المقبل،او بقاء الاسد دون صلاحيات خلال المرحلة الانتقالية وعدم ترشحه للانتخابات،والاحتمال الثالث يتحدث عن رحيل الاسد كليا كنتيجة لجنيف 2.
هذه الاحتمالات الثلاث تنقسم حولها المعارضة السياسية في الخارج،والمعارضة العسكرية المسلحة في الداخل،سواء من الجيش الحر،او غيره من تنظيمات،وكل طرف يتبنى سيناريو يختلف عن الاخر.
قبل ان يذهب الجميع الى جنيف 2 على المعارضة السياسية السورية ان تقدم الضمانة والدليل على انها ستفرض اتفاقها السياسي على الواقع العسكري الداخلي وفصائله،وبغير ذلك تكون معارضة شكلية غير نافذة لاتستحق الجلوس الى مائدة التفاوض.
ثم ان علينا ان نتذكر ان اطرافا عربية ودولية كثيرة قادرة عبر تنظيماتها الداخلية في سورية على نسف اي نتيجة لجنيف 2،على الارض،وهذا يقول ان المشكلة السورية لن تنتهي بهذه البساطة،والذي يتابع يعرف ان هناك عواصم عربية تريد حلا عسكريا دوليا،وستسعى بكل قوتها الى افشال اي نتيجة لمؤتمر جنيف 2 مالم تتطابق مع رؤيتها السياسية.
الثورة السورية عالقة فلا هي انتصرت،ولا هي تراجعت.