أمريكا بلا اصدقاء
لا تلوموا الأمريكان على عمليات التجسس الكبرى التي يمارسونها على الأصدقاء ، قبل الأعداء، فهم يعرفون ان العالم يخشى قوتهم العسكرية، ولا يحترمهم بل يهابهم، لذلك فإنهم يسعون من خلال التجسس الى معرفة رأي الأصدقاء الحقيقي بجناب حضراتهم ، فهم لا يثقون فيما يقال داخل غرف الاجتماعات المشتركة (معهم حق). فأمريكا بلا اصدقاء حقيقيين.
حسب الدراسات، كان لكل أميركي ثلاثة أصدقاء عام 1985، وقد تراجع العدد إلى اثنين عام 2004، فيما أكدت أخر دراسة اجريت على عينة من 1500 شخص ان 25% من الأمريكان ليس لهم أصدقاء… حتى الذين لهم أصدقاء، فإن الكثير منهم اقتصرت صداقتهم على شريك العمر أو الكائن الذين يعيشون معه لحظة الإجابة على استبيان الدراسة.
أعتقد ان الدراسة تحمل مدلولا اجتماعيا عاما، وليس مجرد تآكل في مجال الصداقات الفردية يرجعونه إلى ساعات العمل الطويلة وانتشار الانترنت .
أقصد ان الدراسة تبين تعمق الإحساس بالوحدة وانعدام الأصدقاء لدى الإدارة الأميركية بأكملها. من الواضح ان الإدارة الاميركية قد خسرت بذات معدل خسارة المواطن الاميركي من الأصدقاء خلال العشرين سنة الأخيرة .. هذه الخسارة التي تضاعفت مرتين من عام 2004 حتى ألان ،وإذا بقيت تتزايد بذات المعدل فان المواطن الاميركي والإدارة الاميركية سيخسرون جميع الأصدقاء بنسبة 100% خلال اقل من عشر سنوات قادمة.
ولا يفوتنا ان نذكر بأن الأمريكان يخسرون حتى الأصدقاء الذين يخلصون في خدمتهم ، لكنه إخلاص على طريقة الدب الذي أراد ان يطرد الذبابة عن وجه صاحبة النائم فدهسها بقدمه حتى مات صاحبه.، ودفن بجمجمة مهروسة.
أمريكا تدعم أنظمة الحكم الفاسدة في جميع أصقاع الأرض، وتقف مع المحتل ضد صاحب الأرض ، ومع القوي ضد الضعيف ، ومع الأقليات ضد أغلبية الناس . حتى أولئك الذين تعتقدهم أصدقاء … هم ليسوا كذلك هم مجرد أوغاد يستغلون قوة وجبروت وغباء الدب الاميركي ويضعون الذبابة حيث يريدون ان يضرب الأمريكان ضربتهم.
طبعا يدفع ثمن ذلك… جميع شعوب الأرض بمن فيهم الشعب الاميركي .