المزراب المتأهّب
تشرين “سوبر فايزر” الشهور ، ما إن يمرّ مزاج الشتاء على مفردات الأرض حتى تترك الأشياء أدواتها الصيفية وتنصاع للفصل المناوب ..
الشجر يؤخّر ساعة الورق من على أغصانه فتتساقط دقائقه يابسة.. دخان أبيض يخرج كغيمة عمودية من مدخنة مخبز قريب .. “الكلمنتينا” الخضراء المعروضة على الأرصفة وفوق “البكبات” الجوالة..بشائر الزيتون المزروعة على الطرق الخارجية بأكياس مشبّكة ضيقة … آلة “الرصع” اليدوية وقربها دلو من الملح الخشن..الاضوية المشتعلة في قمة مئذنة عتيقة..موسيقى التلفزيون الأردني التي تنبعث من مطبخ كافتيريا متواضعة.. الغروب الذي يحل سريعاً بلونه الأزرق الغامق كظل غيمة ماطرة..كلها كلها حروف الشتاء وفواصله..
في غرفة الخزين، عندي قمح وعدس و”بلوزة عتيقة” محشوة بالملوخية الناشفة وشوال بصل مواني ورواية ، وعندي رمّان مجففّ ” للوحامات”،وفول حبة صغيرة، وقطرميز “معقود”، و14 قنينة كولا فاضية تم الاحتفاظ بها من مبدأ “حويني نكبّها”، كما عندي “كيس” بلاستيك كبير محشّو بأكياس بلاستيكية كثيرة سوداء وملوّنة بأحجام أصغر وأصغر تم الاحتفاظ بها لنفس المبدأ السابق ..
من حيث التجهيزات الشخصية واللوجستية…عندي “بوط” منزوع الضبان لجولات فتح “المنهل” الليلية..كما عندي فروة صوفها “مَحْلي”..وشماغ تساقطت أهدابه..و”إبطيه” بسحّاب طويل لا يسكّر بجيبين مخفيتين مثقوبتين..وعندي بلوزه جميلة لكن “قبّتها” واسعة جداً وأردانها مترهّلة…
من حيث التدفئة .. بدأنا بإجراء بعض عمليات “الميك أب ” و”البودي كير”لصوبة الفوجيكا لإدخالها في الخدمة خلال اليومين القادمين صحيح ان الرأس مستوي لكن الفتيلة جديدة.. على اية حال قد بدأ الليل يبذر القشعريرة على الأذرع العارية.. وتهبط الحرارة بلؤمٍ على أصابع اليدين النحيلة والإقدام العارية..
كما أطمئنكم؛ “الزينكو” مثبّت..والنوافذ محكمة ، والمزاريب متأهبة والأقنية مفتوحة ،وأكياس الاسمنت مغطّاة بقطعة حصير..
باختصار كل شيء حاضر وجاهز..فقط بانتظار المطر.. ووطن نخبئه في القلوب!!..