0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

سُعار الايديولوجيا العَمْياء!

سخر الكاتب الاسرائيلي دانيال دورون من كل الكتاب والناشطين اليهود الذين يرون بأن الدولة الفلسطينية حق للشعب الفلسطيني، بقدر ما هي ضمانة سلام لاسرائيل.. وقال دورون ان عاموس عوز وديفيد غروسمان وآخرين من اليسار هم ضحايا أوهام وفي مقدمة هذه الأوهام وهم الدولة الفلسطينية.
ومبرره في هذا كله ليس تقليدياً أو امتداداً للأطروحات الصهيونية، وما تفتق عنه ذهنه المحشو بالعنصرية هو ان الدولة الفلسطينية في حال اعلانها واستكمال عناصرها، لن تختلف عن النظم الاستبدادية في العالم العربي، فزعماء العرب يصرفون انتباه الفقراء والمضطهدين من شعوبهم الى أمور اخرى، منها الكلام عن الصراع العربي الصهيوني.
هكذا إذن، يطيح الخطاب الجديد الملفق وكأنه لصالح الشعب الفلسطيني فالكاتب ينصح الفلسطينيين بألا يسعون نحو إنشاء دولة، لأنها بالضرورة ستكون على غرار الدول العربية الأخرى، وهنا لا تليق عبارة شر البلية بهذا السياق لأن البلية حسب هذا الطرح لا تضحك ولا تبكي بل تثير السخرية من ذهنية توقفت عن النمو عند الخرافة وناصبت التاريخ العداء فتحول المستقبل ايضاً الى عدو لها والى كمين لاجيالها المقبلة.
هذه المرة يريد دهاقنة الاحتلال والاستيطان العنصريون الإشفاق على الشعب الفلسطيني ليس بسبب تشرده واحتلال ارضه واستيطانها وانتهاك مقدساته، بل يشفقون عليه من دولته إذا أعلنت لأنها ستكون استبدادية وبلا ديمقراطية وتنتهك فيها حقوق الانسان، هذا الخطاب عيّنة نموذجية قابلة للفحص تحت المجهر النفسي، بحيث تتحول الى أمثولة تتداولها شعوب العالم للبرهنة على أن العنصرية لا بد أن تنتهي الى السّعار العرقي ومن ثم الى الجنون، ولو شئنا مجاراة هذا الكاتب في أطروحته الخرقاء لقلنا أن من حقه أن ينصح كل نساء العالم بعدم الانجاب، لأن الأبناء سوف يموتون ذات يوم، ومنهم من سوف يمرض أو يصبح عاطلاً عن العمل.
انها النظرية التي سخر منها هانكوك خبير البنك الدولي المستقيل عندما قال ان أفضل طريقة لمعالجة الفقر هي ابادة الفقراء، وبالمعنى ذاته تصبح أفضل وصفة لانهاء المرضى من عالمنا هي اعدام كل المرضى!
الى هذا الحدّ وصلت فلسفة الاحتلال، بحيث لا يعتذر للضحية عما اقترف بحقها لستة عقود، بل يمنّ عليها بالنصيحة كي تبقى تحت الاحتلال وبلا دولة، لأن ذلك أسلم، ما دامت الدولة ستكون بالضرورة استبدادية..
فمن هو الذي يستحق الاشفاق؟ هل هم الفلسطينيون في حال اعلان دولتهم أم هذا المصاب بسعار الايديولوجيا العمياء!