في منازل الاحتجاج ومنزلة القانون
ليسوا عبثيين كما وصفهم أحدهم، لكنهم مطالبون بالإصلاح، قد يكون من بينهم من يخطئ ومن يتطرف في الشعار الذي يرفعه، لكنه الأردن والحكم الهاشمي النبيل الذي طالما احتمل وقدر غضب الأردنيين، له حيلة على كلّ ذلك الاختلاف والغضب.
أفلح الأردن في الاستجابة لسنوات الربيع العربي التي خلت وانتهت سحباً من النار والركام في بلدان الثورة والسلمّيات والتنسيقيات، لكننا وإذ لم يُصبنا ذلك فقد وسّعنا مدار الحديث والحريات، وحافظ الأردنيون على داوم صوتهم في المطالبة بوطن قوي وحكومات ذات ولاية وحرب ضروس على الفساد.
الملك قال بوجوب كسر ظهر الفساد، حاور الكثيرين، وذهب للناس في قراهم وللشباب في جامعاتهم، وفيما الحكومات تأتي وترحل، ظلّ الاردنيون حتى اليوم نبلاء في الفقر، يكتبون كل نهار سطرا جديداً في العطاء برغم ضيق ذات اليد، ولا احد ينكر أنّ الجوع مسّهم مع كل ما يقال لهم من وعود.
لكن كي نحتج بوعي وعقل، يجب أولاً الحفاظ على ديمومة المرافق وعدم تعطيلها، وعلى البقاء تحت مظلة القانون وعلى وطنية النهج الحراكي وعلى تقديم البديل للوضع الاقتصادي.