0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

اعاهدك .. سنلتقي رغم الغياب

وكالة الناس فائده الزاملي – فاجعة البحر الميت .. ابتدأت بقطرة مطر وانتهت بعمق بحر
أرواح بريئة سرقت .. تركت إثرها صدمة! فالخيال مزدحم بفوضى الأسى، والقلب متأثر ليرسم نبض على ورقة بيضاء، هنا يقرأ الحرف دون وعي على خط السطر.
قصة بريئة ارتسمت بمخيلتي فلا ابن سرق لي ولكن ابناء وطني جسدتهم بطفل فارقني اكتب كلام لا يمس الواقع بشيء ولكن ارسم فوضى كلام عابر وهذيان مر بي اجتاحني، اكتب حسرة أحزنتني.
طفلي سيخبركم قصته بشغف وهو يحتل عمق ذاكرتي ويكررها كسيناريو لا ينتهي.
فرحه وسعاده تحتل قلب طفل، يرتل بمخيلته أجمل الأفكار كيف أقنع أمي بالذهاب الى الرحلة؟
فإني بدأت بالهذيان سأفرح كثيراً، أتخيل كيف ستكون رحلتي فأصدقائي معي وسألعب وألهو، سأعيش مغامرتي سأكون بطل بنظر نفسي يكفي أني وحدي دون عائلتي، لقد كبرت!
أفكار كثيرة تسرد في مخيلتي وعنفوان الحروف تتسابق لتخرج من فم هذا الطفل ليتعلثم بالكلام ويقول أمي يوجد لدينا رحله مدرسية سنذهب لنعيش المغامره اقبلي يا أمي أرجوكي اقبلي..
دقات قلب طفل تتسارع وعينان يملؤهما الرجاء، فلا عقل يمكن أن يصد رغبة ذاك الطفل ولا قسوة قلب مهما كان فالحرب ابتدأت ليكن عنوانها الحنان ولتنتهي من أول جولة بالقبول والاستسلام.
يا الله متى يأتي الغد! .. سأنام واغمض عيناي ليأتي غدا بأسرع وقت، حضرت كل ما اريد من طعام وثياب أظن أن كل شي بحقيبتي الآن .. ولكنك يا طفلي نسيت أن تأخذ معك طوق نجاة، وقد فات الأوان.
اسمع اسمي يتكرر احدهم يناديني دانيال استيقظ ، آآآه أمي الرحله نعم لقداستيقظت سأذهب الآن ولن انسى شيء.
قدمان صغيرتان تتسابقان هنا وهناك وهروله نحو الفرح وباص ينتظرني أريد أن أجلس بجانب النافده فهذه رحلتي يجب أن أشاهد كل شيء وأن أطلق سراح نظراتي فكل شيء سأراه جميل وسيرقص قلبي على ألحان ضحكات رفاقي.
ها قدوصلنا هيا لنأكل لنبدأ المغامره يجب أن أكون بأكمل طاقتي ، والطعام الذي حضرته لي والدتي لذيذ ، أشعر وأن هذه المره الأولى التي أتذوق فيه طعام مثله رغم ان أمي تصنعه لنا باستمرارولكن هذا يوم مختلف فإني سعيد.
أماكن بالنسبة لي شاهقه تحتضنني إني بجوفها بعمق الوادي إني أمشي أنظر إلى معلمتي وزملائي امامي فكل من يمر من هنا سعيد إلا واحد ينادي صدى خوفه ملأ المكان ، الماء قادمه انتبهوا!
خوف يملؤ قلبي وحيرة اجتاحت افكاري، يميناً أو يساراً نذهب يا معلمتي، تخبط بالمشي وسرعه لا متناهيه دون وعي فلتصعدوا من هنا الى أعلى الجبال لتنجو، تسلق للمسافات العاليه أصبحت خطتي انظر للاعلى فالسماء زرقاء لالا إنها سوداء غاضبة اصعد اليها أريد أن ألمسها ففوقها ربٌ يحميني أريد أن اصل هناك.
نبضٌ يلهث بسرعه يتسابق مع الخطوات، أنظر للأسفل لتجتاحني صدمه، ماذا يحدث يدي تمتد دون وعي للاسفل أقول بنفسي إمسك يدي يا أحمد امسكها هيا لكنه بعيد جدا جرفته الميـاه يستنجد صديقي دون صوت يهمس بأصابع يديه الرقيقه ساعدني، لا استطيع فقد فرقتنا المسافات.
مياه غاضبه تجرف كل شيء لما أنتي غاضبة علينا فقد ضاقت بأحضانك أنفاس أصدقائي، لأين تأخذيهم لماذا تختارين عتمة البحار.
عالقٌ أنا استغيث،أي مغامرة هذه أحلف أني لن أحلم بعد الآن ولن ابتعد عن أهلي، وفي قلب أمي سأختبأ ولن أتوسل لشيء مجدداً وسأسمع الكلام.
نجوت الآن، وقد ارتسمت في ذاكرتي لحظات، لن انسى رفاقي فقد رحلوا بسلام الى رب السماء،كانوا أسرع مني فلم ألحق أن اصل الى السماء، فهم الآن هناك وأنا سأمد يدي لهم كل يوم أقدم لهم تحية اللقاء، سأبتسم لهم وأقل لا تنسوني الى أن آتيكم يا رفاق .. سأرسم كل واحد منكم على صورة تجمعنا واكتب عنوانها .. سنلتقي رغم الغياب.