0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العمامة

ما إن رُفع الأذان حتى بدأ بشق صفوف المصلين ،وتخطّي رقابهم، والدّوس على أطرافهم ، كان كلما قفز فوق عاتقين يفوح عطره “الجيفنشي” ، حتى وصل درجة المنبر الأولى ، فتح يديه، قرأ ما تيسّر من دعاء الفتح..ثم صعد الدرجات  درجة درجة، كلما رفع رجلا بهدوء وضع الأخرى بسكينة..بعد الصلاة والتسليم وتلاوة مقدمة محبوكة البناء والسجع..

 

نظر إلى الرؤوس المتدلية هماً ونعساً فخاطبهم مقرّعاً: (أنتم سبب البلاء. ، أعان الله المسؤولين عليكم ..وأعطاهم صبراً جميلاً على حكمكم ، تريدونها الفردوس في الأرض ؟؟ وانتم لم تقدموا لدنياكم ولا لآخرتكم شيئاً…أراقب كلام الناس  من تذمّر  بضيق الحال..أقول لكم : لا تضيقوا بما أوسع الله عليكم…  ثم لم لا تدعون لولاة الأمر بالقوة والسؤدد والرشاد بدلاً من التأفف والتكفف والانتقاد …لم لا تعينوهم بكل ما تملكون وما لا تملكون في سبيل الوطن وطاعة الدولة…يا ايها الكافرون  بالنعمة، الجاحدون بالفضل .. بدلاً من الاعتصام أنصحكم بالصيام ، وبدلاً من الهتاف عليكم بالطواف، أما المظاهرة فهذه معصية ومجاهرة، وأما المسيرات فهي الطريق الى المعسرات والعياذ بالله…

 

تشكون من رفع الأسعار ؟؟ اتركوا اللحمة.. ترخص، اتركوا الخبز  يرخص ،اتركوا البنزين..يرخص..اتركوا الخلويات.. ترخص ، اتركوا الملابس ..ترخص ، اتركوا الكلام يرخص..اتركوا الهواء يرخص…راجعوا أنفسكم يا من تسبحون ببحر من الذنوب والمعاصي،  قسماً بالواحد الأحد الفرد الصمد..ان ما هذا الغلاء إلا بعض ابتلاء ..ثم رفع يديه متراً الى الأعلى وطلب من الناس أن تؤمّن خلفه..

 

 

 

بعيد الصلاة…عاد إلى البيت، حلّ أزرار جلبابه الأسود، قلع ثوبه المقلّم…خلع عمامته البيضاء عن رأسه وضع بها “مفاتيح” سيارته الحكومية ، قلبها على حافة السرير،ارتدى بيجامة الــ”ميكي ماوس”…

 

 ثم تمدّد مسترخياً..وهو يتمتم بسورة ” المنافقون”

 

حتى نام..