0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ندوتـــــان بتذكرة

الإثنين ، أول أمس كنت ضيفا على منتدى شومان الثقافي ،مفتتحا موسمه الجديد، حيث قدمت ما يسمى بشهادة حول جناب حضرتي  بمناسبة صدور كتابي الأخير (اطلق قمرنا يا حوت) عن منشورات الضفاف في بيروت ، وبما انها شهادة طويلة ، فقد اقتطفت منها بضعة فقرات هنا ، لأني مشغول حاليا بالتحضير لندوة ساخرة ستقيمها مديرية ثقافة الزرقاء في مركز  الملك عبدالله الثاني الثقافي، في السادسة من مساء اليوم  الأربعاء بمشاركة الزميلين غالب مدادحة وصالح عربيات ..يا اهلا بالجميع ..نرجع لموضوعنا:
«قبل 58 حولا وعدة أشهر وعدة ايام وبضعة ساعات وعدة دقائق كنت كائنا مجهريا نشطا وحربوكا وفلفلة، برأس صغير مستدير وجسد مدبب، لذلك دخلت السباق بحنكة ودراية غريزيتين و تجاوز عشرات الملايين من أخوتي المحتضرين ،وهجمت فارعا دارعا على البويضة، واتحدت بها، وشكّلنا معا مملكة الزيجوت، كان ذلك في احدى ليالي نيسان الربيعية، لكأنني أكرر تمثيل اسطورة أدونيس الذي يخرج من الظلمات الى النور في الإنقلاب الربيعي. لكنني لم أر النور الا بعد ان مكثت تسعة أشهر  في الظلام المطبق، ثم مزطتني الداية لبيبة المطالقة فجر يوم الأربعاء في 1811956.
هكذا ولدت انسانا اردنيا جديدا انتظم بالوراثة في سلك الفقراء والمقهورين. وقد علمت  من مصادر موثوقة، فيما بعد،بأن نصية حلاوة كاملة الدسم وزيت السيرج، قد تم توزيعها على المهنئين بقدوم جنابي، بكرا لرجل طاعن في السن ،تزوج للمرة الثانية من اجل انجاب ذرية . ويبدو أن الوالدة الرؤوم قد خربطت ،، وبدلا من تسجيلي في دائرة الأحوال المدنية ،سجلتني لدى الدوائر الأمنية ، حيث تم وضع نقطة حمراء على اسمي تمهيدا للبحث عن ادلة ، وما يزال البحث جاريا حتى الان.
من هذه التراجيوكوميديا التي حدثتكم عنها …من هذا المزغر الذي يسمى طفولة على سبيل الكذب ، ولدت انا ..وكانت حياتي مرسومة في اتجاهين فقط ، فإما ان اتحول الى سرسري ونصاب ولص وربما شاذ ، وإما  أن اتحول الى ساخر يضحك من الجراح ويعلو عليها ، وقد اندفعت تلقائيا نحو الخيار الثاني ، ربما لأني اجبن من ان اكون قاطع طريق او نصاب .
اقصد ان السخرية كانت قدرا اكثر مما كانت خيارا حرا .
وقد اوصلني هذا القدر الى اصدار 10 كتب ، كان اخرها كتابي موضوع الندوة هذه  وهو (اطلق قمرنا يا حوت)، الذي اصدرته في بيروت في مبادرة مني لنشر الكتابة الأردنية الساخرة شعبيا في العالم العربي ، وقد تأخرنا كثيرا في هذا المجال ، فكاتب مثل محمد طملية مثلا ، ومنذ النصف الثاني من ثمانينيات القرن المنصرم وهو يكتب أدبا ساخرا رفيع المستوى، لكنه لم يحظ بما يستحق من انتشار شعبي ونخبوي في العالم العربي ، فرابطة الكتاب عاجزة حتى الان عن تسويق كتابنا في الخارج،  ووزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية الأخرى لا تابه بهذا الموضوع أصلا ، ودور النشر المحلية تشارك في المعارض العالمية بخجل ، وهذه المعارض دورها محدود في الأصل ، وليس من اختصاصاتها توفير الكتاب الأردني للقارئ العربي بشكل دائم.لذلك جاء كتابي هذا على قاعدة، أن نبدأ متأخرين خير من أن لا نبدا أبدا».انتهى الإقتباس من النص.