0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

سوريا: طريق الموت وطريق الحياة (1)

نتطلّع الى استقرار الدولة السورية التي كان انهيارها يشكل علينا خطرا وتهديدا. لا يزيلهما الا استقرار وهيمنة الدولة السورية وبسط سيطرتها على كل أراضيها، وأهمها بالنسبة لنا هو الجنوب السوري. لأن نصف عديد قواتنا المسلحة كان منشغلا كليا بمسك حدودنا مع سوريا والعراق التي تمتد 559 كيلومترا بما يعنيه ذلك من كلفة مالية وامنية ونفسية.
ومما يبعث على التنفس ان الجيش السوري يسيطر الان على جميع حدوده معنا، في حين لم يكن يسيطر على موقع واحد قبل شهور. وهو التطور الذي تسانده بلادنا التي لم تفتح معبر نصيب-جابر الا مع الدولة السورية.
ظل الاخطر بالنسبة لنا، علاوة على تهديد داعش والنصرة -الذي لم ينته- هو انهيار الدولة السورية، التي كان انهيارها يماثل انهيار سد مأرب الذي جرف كل ما حوله من أراض ومنشآت وساكنة.
كنت كتبت أن هزيمة النظام السوري المتماسك لم تكن ممكنة، بسبب وقوف كتلة صلبة امامه، تتكون من كل الأقليات السورية، التي شكل الارهابيون المذهونون خطرا وجوديا عليها، والتي يقدرعددها بنحو مليونين، تمسك الجيش والمخابرات والاقتصاد والمال والدبلوماسية، والدافع الكامل للمقاومة. في مواجهة قوى مسلحة مشتتة متصارعة مبعثرة.
ومعلوم ان الفصائل المتبعثرة لا تهزم الأنظمة، الفصائل تستدرج الانظمة، تجرّحها. تحرجها، لكنها لا تسقطها. رايات كثيرة رفعتها الفصائل السورية المسلحة زادت على 800 راية، لكنها لم ترفع راية الثورة الموحدة، اعتمدت الفصائل عقائد دينية وسياسية وعسكرية مختلفة ومتطاحنة، مقابل نظام متماسك بقيادة واحدة وبراية واحدة وبعقيدة عسكرية وسياسية واقتصادية ودبلوماسية واحدة.
على الأرض في سوريا الان، مجاميع مسلحة مهزومة ومعارضة مفككة ممزقة متقاتلة، ليس لها مظلة سياسية ولا اهداف وطنية تجمع عليها. تتكون من آلاف المسلحين وعشرات الفصائل التي قد يتحول قسم منها الى عصابات قطاعي طرق وارهابيين، ما دام الحل السياسي والمصالحة السورية، البعيدة عن الزهو والظلم والانتقام، بعيدة المنال.
مهم جدا تصرف النظام المنتصر، هل سيعلن التسامحَ والعفو وتضميد الجراح من اجل إعادة الوحدة الوطنية، هل سيمضي نحو التسوية النهائية التي يقرر فيها الشعب السوري وحده وبحريته، شكل ومضمون نظامه السياسي الاقتصادي الثقافي.
ان فتح معبر جابر-نصيب الحدودي البري سيصبح اكثر أهمية حين استكماله بفتح الخط السوري التركي شرياننا مع اوروبا وتركيا ولبنان وشريان منتجات  اوروبا وتركيا  ولبنان وسوريا إلى اسواق السعودية  ودول الخليج.
وإن معافاة الدولة السورية معافاة للاردن ومعافاة للعرب.
سئل 1200 لاجيء سوري عن رغبتهم في العودة الى بلادهم او البقاء في الأردن، فأجاب 120 لاجئا فقط انهم يرغبون في العودة إلى سوريا بنسبة 1 % وكان التعليق التالي للسيد مهند المبيضين أوضح تعبير عن الحالة: «أنا شايف ان الأردنيين هم من رجعوا الى سوريا مش السوريين».

محمد داودية