براسي ميّة دوّاية
مواطن أردني بسيط تراه، مثل حكايتي وحكايتك، مطرمج وعايف بنطلونه ، ومن الطفر بشوف البزقة شلن…..طبعا أتحدث عن نموذج قد يشمل ستة ملايين أردني ، على الأقل، «يتمتعون» جدا بالجنسية الأردنية. هذا المواطن الأردني البسيط هكذا أنت تراه ، لكنه في الواقع يدير العالم من مكانه هذا وذاك وذيك وذكذاك.
المواطن- المكرر ستة ملايين مرة- المذكور اعلاه، عندما يتأخر ساعات عن موعد ، أو حينما لا يأتي ابدا، أو لما يعدك بشيء، ولا ينفذ وعده ، وما شابه ذلك من أشياء ، يقول لك، وهو يضرب على رأسه بلا تؤدة.
– يا رجل نسيت..شو بدي أقولك ..والله مية دواية براسي.
وبعضهم يبالغ قليلا ويقول:
– مليون دوّاية براسي.
أما الدواية فقد تكون من (الدوي) وهو الصوت الشديد ، وربما تمت بصلة قرابة للدوامة …المهم أن العبارة تعني أن الرجل مشغول ومنهمك في الكثير من القضايا والمشكلات المتنوعة والمترابطة والمتشابكة والمتداخلة ، وأنه من اجل ذلك نسي موعده او وعده(ترى… كم دواية في رأس أوباما؟؟؟).
البديع في الأمر، أنك تعرف ان هذا الكائن البسيط المكرر ستة ملايين مرة (ذكرا وأنثى، الا أن الرجال أكثر عرطا) ليس لديه ما يشغله عدا قوت يومه ، وربما كان لدى شقيقته مشكلة مع زوجها ، وهناك احتمال أنه تأخر على سداد قرض البنك، وزوجته أضاعت دفتر العائلة خلال تبضعها من المؤسسة الاستهلاكية …ولنفترض أن هذا الأمور هي دوايات ، فمن اين جاء لنا بال96 دوّاية الأخرى؟؟؟؟
أم الأبدع ، فهو أنكما قد تتبادلات الأدوار بكل بساطة، وربما في ذات الحوار يسألك عما فعلت له مع البنك حتى يؤجل القرض ، كما وعدته، فتقول له بكل بساطة:
– يا رجل ..مية دواية براسي ،
ويصدقك كما صدقته….