"هجيني" أمريكي!!
قرّر الرجل أن يرسل ابنه إلى ألمانيا ليكمل دراسته هناك بعد أن نجح بــ”الزور” في التوجيهي ، فنصحه بعض المعارف والأصدقاء والأقارب أن يُسْكِن الفتى مع عائلة ألمانية لمدة سنة على الأقل، فتلك أفضل طريقة لتعلّم اللغة بسهولة وإتقان .
سافر الرجل وابنه إلى ألمانيا، وهناك اختار بيتاً تسكنه عجوز وحيدة..عرّفها بنفسه، ثم أوصاها بالولد خيراً، وطلب منها ألا تبخل بتعليمه اللغة والعادات والتقاليد..فسُرّت العجوز، أيما سرور كونها تعيش وحيدة ووجدت من يؤنس وحدتها في آخر العمر..
بعد ستة شهور ، سافر الأب ثانية إلى ألمانيا ليطمئن على ابنه وعلى دراسته مؤملاً من تلك العجوز التي تختصر أجيالاً كاملة في ثنايا عمرها، وتاريخاً بأكمله في ذاكرتها، أن تكون قد جادت على ولده بكل من تملك من خبرات ومصطلحات عتيقة وحديثة..وقبل أن يطرق الرجل باب الشقة التي تسكنها العجوز سمع صوت حريمي ينبعث من الداخل يغني “هجبني وشروقي”، تفاجأ الرجل ؛ ثم تقدّم خطوتين ليسمع من جديد “هجيني حقيقي” متبوعاً بعبارة “يا ويلي يا حسرتي”..وعندما قرع الجرس ،خرجت عليه العجوز وبيدها طبق من العدس وهي تهيجن…ليكتشف أن العجوز الألمانية تعلّمت “المهيجنة” من ابنه العبقري وتعلّمت “يا ويلي يا حسرتي” .. بينما لم “يلقط” الولد كلمة واحدة منها….
تذكرت هذه القصة المشهورة ، عندما فاجأنا بيل كلينتون برغبته بترشيح ابنته “تشيلسي” للرئاسة الأمريكية في السنوات القادمة..فبدلاّ من أن يتعلم الزعماء العرب الذاهبين “ختّي متّي” إلى البيت الأبيض الديمقراطية الأمريكية على أصولها سواء أكان على زمنه أو زمن أوباما “ابو السكاير”، وبدلاً من أن يُقنع الحكام العرب بضرورة ترك العروش وتداول السلطة والإيمان بالأجيال القادمة …أعجبته فكرة التوريث “العربية”، فاستحلاها له ولذريته من بعده وبدأ “يهيجن” بها منذ الآن…
أخاف إذا استمرّت زيارات العرب تتكرر هكذا وبكثافة إلى واشنطن، سيقلبوا البيت الأبيض إلى القصر الأخضر العامر …ولا تستبعدوا أن يخرج الرئيس الأمريكي في السنوات القادمة ، يرتدي عمامة خضراء أو “شماغ” فوق عباءة سوداء ليقول للشعب الأمريكي ..