"بيت العيلة"
عندما تتوسّع العائلة ، ويتحوّل البيت الى مجرّد غرف تسكنها عوائل ، أولاد وأحفاد “وكناين” ، وضجيج سكان يصحون وينامون بتواقيت مختلفة ويتحركون ويتعاملون بأمزجة مختلفة ..وعندما تتساوى معاملة العامل مع “الهامل” فلا ضوابط لدخل العائلة ولا تدقيق على نفقاتها..ما يجنيه صالح ..يصبّ في جيب “فالح”..وما يبدده “نواف” يسجّل ديناً على ظهر “نايف”..فيضيع نظام الثواب والعقاب ..وتلغى المحاسبة والحساب.. يبدأ ما يسمى بلمفهوم “المهابشة”..
بما أن كل شيء “خليط وشريك” ولا أحد يعرف حدّه من حقه..لا قانون يحكم “أولاد الدار” إلا قانون “الشاطر يهبش”…هذا يسطو على “القمحات”..الآخر يسطو على “العدسات “..كنّة تلملم”البيضات” وتغلق غرفتها على نفسها، مصطفى فغاغا يحتكر “سطلية الحلاوة” لنفسه..الكل منهمك في الحصول على أكبر غنيمة ممكنة من خزين الدار المستباح ..دون الالتفات لأحد أو الشعور مع الآخر..
في المحصلة المظلوم الوحيد من هذا النهب الأخوي..”القواريط الزغار” أصحاب الأيادي القصيرة والعيون البصيرة ..الذين يراقبون عمليات السطو المنظّم دون أن يتجراوا على الاحتجاج أو إعلان الرفض…ودائماً ما تكون النتيجة الحتمية لنظرية المهابشة “خراب البيت” و” إغراق الدار”بالدين..ثم خروج الكبار..لتقع في نهاية المطاف برقبة “القواريط الزغار”..
الذي يتابع ما يجري في البلد، يشعر انه يجلس في بيت عيلة حقيقي ، وأن “المهابشة” لم تتوقّف بعد..نوّاب يقرون لأنفسهم راتباً تقاعدياً بــ3000دينار ، حكومات تشتري سيارات موديل السنة..موظفون كبار يبعثون فواتيرهم بسيارات الــ اس 200، هيئات مستقلة تدافع بشراسة عن مكتسباتها وعن رواتب موظفيها الفلكية ، فساد مخبأ تحت السجادة أم الضيوف والمستثمرين والمراقبين .. هذا “يهبش” من هنا..وذلك “يهبش ” من هناك..والمظلوم الوحيد من هذا النهب الأخوي “الشعب” صاحب اليد القصيرة والعين البصيرة الذي يراقب عمليات السطو المنظّم ، دون ان يتجرأ على الاحتجاج او المحاسبة والنتيجة الحتمية “للمهابشة الوطنية”..إغراق الوطن بالدين، ثم خروج الكبار مثل الشعرة من العجينة..لتقع في نهاية المطاف برقبة “القواريط الزغار”..(الشعب) !!…
الكل بيوخذ ..ما ظلّ غيركو يابا يدفع!!.