عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

سرايا مأدبا الثقافية

وأخيرا انتصرت الثقافة على البندقية،  ولو في جولة واحدة على الأقل. تم تسجيل هذا الانتصار غير المؤزر،  في مبنى سرايا مأدبا،  الذي كان في البدايات أحد أبراج المراقبة في القلعة الرومانية للمدينة،  ثم تحول الى مبنى السرايا بعد أن بناه العثمانيون عام 1896،  وبقي كذلك حتى الإمارة الأردنية إذْ صار مخفرا للشرطة،  الى أن استلمته وزارة السياحة الأردنية .

دخلت هذا المخفر مرتين في مرحلته السابقة،  في المرة الأولى العام 1970،  حينما احترق المخفر خلال الحداث،  فدخلت اليه بعد أن هدأت النيرات،  وأخذت كتابا من بين الأنقاض- لأن الكتب كانت اهتمامي الأول –آنذاك-،  تبين أنه مرجع قانوني،  لأن المحكمة كانت تشغل الطابق الثاني من المبنى.
في المرة الثانية،  دخلته بعد محاضرة للأستاذ عصام الزواوي في مركز شباب مأدبا عام 1974،  كانت حول التخلف الدراسي في المدارس الحكومية،  وخلال الاسئلة عقبت أنا بأن التخلف هو في المناهج التربوية وليس في التلاميذ،  ففهمها الجندرمة بأني انتقد الوزارة،  فأخذوني الى المخفر حتى منتصف الليل،  إذْ جاء الأستاذ الزواوي مع مجموعة من ابناء المركز لإخراجي،  فقالوا لهم اني خرجت،  وفي الواقع انه تم تحويلي الى مكان آخر.
أما في المرحلة الحالية  فقد دخلته للمرة الأولى قبل شهرين تقريبا برفقة صديقي يونس زهران مدير الشركة التي تدير المشروع،  وهي شركة تابعة لمجموعة جفرا التي تهتم بالجانب الثقافي والتثقيفي في مقاهيها المنتشرة في عمان والعقبة. وكان يونس يحمل احلاما كبيرة في تحويل هذا المقر الى مركز ثقافي للمدينة والمحافظة،  تمت ترجمتها بالمتحف الدائم الذي يشرف عليه الأستاذ حنا القنصل،  وبالمعارض الفنية المتنوعة التي تحتل طوابق السرايا..
الخميس الماضي تم افتتاح هذا المقر،  وكانت اول انجازاته هي اصدار  الجزء الأول من كتاب الأستاذ محمد المشايخ (من ادباء مأدبا وكتابها) وهو كتاب توثيقي  يحتوي اسماء  كتاب المدينة أو معظمهم. وهو بالمناسبة تمت كتابته من اجل أن يصدر عن مأدبا المدينة الثقافية،  لكن للأسف تم استبعاده تحت حجة مضحكة،  وهي اننا نريد اصدار الكتب لأبناء المدينة،  مع ان جميع المدن الثقافية السابقة  والحالية (عجلون) قد اصدرت كتبا لمؤلفين من مأدبا،  دون ان تكون الكتب حول تلك المدن بالضرورة …لهذا،  كان اصدرا هذا الكتاب،    بدعم من مطبعة السفير في عمان،  بمثابة اعتذار وشكر لصديقنا محمد المشايخ.
نتمنى للجميع التوفيق في خدمة المحافظة،  وكم نحلم بأن يتحول انتصار الثقافة على المسدس،  انتصارا  في حرب،  وليس في مجرد معركة.