، تيوبلس ،
أقرب قطعة على قلبي في السيارة هي “الكسكيت”، وذلك لأنها أرخص قطعة وأهم قطعة ونادراً ما تتبدّل ، وإذا ما تبدّلت، فإن أي ميكانيكي هاوٍ يستطيع أن يقوم بذلك دون جهد أو عناء أو فائض من الخبرة..
وأرجو إلا أكون صادماً أن قلت لكم أنني غالباً ما أجد أوجه تشابه بين “الكسكيت” في السيارة و”الاندروير” عند الإنسان..سواء من حيث حساسية المهمة التي تقوم بها القطعتين، أو بسبب المواصفات الاقتصادية،مثل الرخص، ندرة الخراب ، أو توفرها بكافة المقاسات وبكل محال “قطع الغيار”..
ما علينا..فليس موضوعي المقاربات ولا المقارنات “الفنّية” هنا ..بصراحة لقد أزعجني قرار الحكومة الأخير حول رفع جمارك الملابس – لاسيما الداخلية منها- أربعة أضعاف السابق، لتصل بحدود 20% من ثمن القطعة ، هذا القرار المجحف يعني مضاعفة إجراءات التفقّد والوقاية “ع الوجهين” التي يقوم فيها الفقير كل صباح لما سيتم ارتداؤه، بعد ان يقوم بقلب المقدمة الى الخلف ، والخلف الى المقدّمة والميسرة ميمنة والميمنة ميسرة حتى تمشي أموره ، أما إذا كانت نسبة الاهتراء “ع الوجهين” متساوية ، سيتم ارتداء “كسكيت” ثاني علّ الثقوب تغطّي بعضها بعضاً ضمن ما أخذناه في المدرسة من قواعد الاحتمالات “الرياضية”..
بجدّ!.. لماذا لا يتم دعم هذه السلع “المُلحّة” كما يتم دعم السلع الضرورية الأخرى..فإذا كان الخبز هو حد الكرامة الأخير ، فإن “الشورت” هو حدّ الحشمة الأخير الذي نقاتل لأجله، ونحرص على كفاءة “مطّاطه” لآخر رمق ..ثم أنني قابل وراضٍ تماماً ان يكتب على نمرة “الشبّاح” الداخلية.. (قيمة الدعم الحكومي 40% من ثمن شبّاحك)
كما يكتبون لنا نفس العبارة على فاتورة الكهرباء…
المقلق أصدقائي ، أن قرارات الحكومة بدأت تدخل في العمق، بمعنى في السابق كان الرفع كله خارجي..رفع الضريبة على “اللبن المبستر”، رفع الضريبة على الدخان، رفع الضريبة على بطاقات الخلوي، رفع الضريبة على “شامبو الشعر”..منذ شهرين بدأ الرفع يقترب من “المناطق الخطرة” ، فارتفع سعر مزيل العرق، والجرابات ، ومؤخراً الشبّاحات و”الشورتات”.. ولا أدري ما الذي سيرتفع غداً!!.
عود على بدء ، يا حكومتنا “المستورة” تستطيعون رفع كل شيء ، بمعنى كل شيء، وقد يتحمّل المواطن ذلك، إلا “الاندروير” فهو الشيء الوحيد الذي قد يبقى على معنويتنا “مسلكة” وثقتنا بنفسنا “مش بطالة”.. هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى ..هل يرضيكم أن تمشي العالم في الشوارع هكذا، “تيوبلس” ؟؟ هل ستضمنون الا يحدث “بنشر”مفاجئ لا سمح الله لأي منا او منكم!!…وأخيراً والأهم هل قراركم هذا ينسجم مع نعمة الأمن والأمان!!.
لذا ، وبما ان الوضع “زقوقح”..اسمحوا لي ان ارفع صوتي هذه المرة لأقول لكم: الــ” underwear خط احمر”..