فيتامينات صحفية…"منع من النشر"
على ذمة الرواة فإن دراسة جديدة أصدرتها إحدى الجامعات الأميركية تدعو رؤساء تحرير الصحف والمجلات إلى تعاطي فيتامين ب 12 بكثرة، نظرا لما يتعرض له هؤلاء من إرهاق وإجهاد مستمر نتيجة الجهد المبذول في إدارة العمل التحريري .
لا اعرف إذا كانت هذه النصيحة تشمل رؤساء التحرير العرب ، على اعتبار ان جهودهم اقل ، والكثير من الدراسات والأخبار تأتيهم على البارد المستريح .. مطبوعة ومنتجة مع اسم ما لكاتب ما. لكني اعتقد إنها تشملهم ، رغم ان لديهم إرهاقهم الخاص وإجهادهم المتخصص .
فهم مضطرون مثلا إلى إرضاء العديد من الدوائر و الجهات المتناقضة ، من دوائر الحكومات متعددة الأغراض التي يصدف ان ترضي إحداها على حساب إغضاب غيرها… كما يضطرون في ذات الوقت إلى إرضاء المعلنين من الشركات والهيئات الكبرى المتنفذة، وعدم نشر أخبار وتقارير تغضبهم أو تكشف عيوبهم، وفي ذات الوقت عليه إقناع الصحفيين والكتاب لديه ان تشطيب مقالاتهم هو لمصلحة الوطن والصحيفة معا. كل هذا، وهو يسعى إلى نيل رضا المواطن العادي حتى يشترك أو يشتري الصحيفة ….هذا الرضا الذي يصب في النهاية لصالح نيل رضا المعلن والحصول على اكبر حصة ممكنة من الإعلانات.
المشكلة ان الخطوط الحمراء غير محددة وغير معلنة ودائمة التغير، لأن جميع الأنظمة العربية بلا استثناء تدعي بأن حرية القول والتعبير مصانة حسب الدستور ، لذلك فالخطوط الحمراء على رئيس التحرير توقعها وكذلك الكتاب والمحررين … وقد يقع المحظور والمحذور رغم الحذر الشديد، مما يجعل رئيس التحرير العربي دائم الخوف ويبتعد عن الخطوط الحمراء أمتارا وأشبارا.
بناء عليه ، فإني أدعو إلى(نتع ) كل رئيس تحرير وكل محرر وكل صحفي عربي إبرة ب 12 صباح كل يوم …ويا دوب تكفي للتخلص من الإرهاق والإجهاد النفسي الحاصل عن البحث الدائب والدائم عن الخطوط الحمراء الملتبسة المكان واللون بذات طريقة التباس الديمقراطية في الوطن العربي