نيّالك يا اللي تعادينا
أما أنا فاقول (نيّالك يا اللي تعادينا نيالك نيل…) وليس كما ندعي (يا ويلك يا اللي تعادينا…………..) والسبب أن من يعادِنا ويحاربنا وينوِ أن يصرعنا ويبطحنا، فليس عليه على الإطلاق أن يغير التكتيك من مرة الى اخرى ، الا على سبيل التنويع والتشويق بالنسبة له، فنحن نقع في ذات الأخطاء في كل مرة، ولا ندرك اننا نقع فيها مرارا وتكرار، فذاكرتنا لا تتجاوز الثواني، مثل ذاكرة الذبابة التي تكشها وتعود اليك فورا ، لأنها تنسى أنك كششتها ….. وهذا مجرد تشبيه في الموقف فقط لا غير .
الأمريكان اعتمدوا معنا ذات الأسلوب في حرب العرب ( بضربوا ..ما بضربوا..بضربوا ما بضربوا) حتى وصل المواطن العربي الى مرحلة (أضربوا وخلصونا).
تقول الحكاية – التي يتكرر استعمالها عبر التاريخ- أن جارين كانا يقطنان شقتين تعلو احداهما الأخرى. القاطن في الشقة العلوية كان يعود من العمل مرهقا في الليل فيشلح بسطاره بسرعة، ويطيح فيه بالهواء، فيسقط على الأرض محدثا دويا يزعج القاطن في الشقة السفلى ويحرمه من النوم.
بعد فترة من التردد والخجل والارتباك قرر قاطن الشقة السفلية ان يحادث جاره ويطلب منه ان لا يرقع بسطاره على الأرض بهذا الضجيج. وهذا ما حصل فعلا ، وقد اعتذر منه الرجل قاطن الشقة العلوية ووعد ان لا يكرر القصة.
مسا اليوم التالي عاد صاحب الشقة العلوية مرهقا من عمله جلس على التخت وشلح الفردة الأولى من البسطار وأطاح بها في الهواء محدثة دويا…لكنه تذكر فورا ما وعد به جاره صاحب الشقة السفلية، فشلح الفردة الثانية من البسطار بكل أناة وتؤدة دون ان يحدث أدنى صوت … ونام.
الرجل الساكن في الشقة السفلية سمع الدوي الأول للفردة الأولى، وانتظر صوت الفردة الثانية حتى يرتاح وينام ان استطاع. لكن الدوي لم يحصل … ظل في الانتظار طويلا فلم يحصل شيء ..لم يستطع النوم. فصعد إلى جاره في الشقة العلوية .. كبس على الجرس .. حتى نهض الجار العلوي من النوم… فتح الباب، واعتذر من جاره لأنه لم يتذكر وعده له إلا بعد ان رمى الفردة الأولى من البسطار، فقال له الجار الساكن في الدور السفلي:
– مشان الله ….. ترمي الفردة الثانية من البسطار .. خليني اعرف أنـــــــــاأأأأأأأأأأأأأأم!!!