حروب أميركية ونص
قال مارتن لوثر كنغ: «الحرب، إزميل سيئ لنحت المستقبل» اما الواقع الحالي، وبعد هذا التطور العسكري التقني الكبير، فيقول لنا: إن الحرب ازميل ممتاز لتدمير المستقبل، والقضاء على أية امكانية للتقدم الى الأمام . وكان على البشرية ان تعمل، بعد حربين عالميتين مدمرتين، على الغاء الحروب تماما ، كما الغت الرق والعبودية والمبارزة.
سواء كانت التهمة المتداولة صحيحة أم ملفقة أم خليطا بين الصحيح والملفق ،فإن من واجبنا جميعا أن نرفض بالمطلق ، ومن حيث المبدأ، توجيه ضربة عسكرية للجيش العربي السوري، الذي هو رصيدنا وذخيرتنا الكبرى الان وفي المستقبل، مهما اختلفنا مع قيادته الحالية . ومن واجنا جميعا الضعط على دولنا في محاولة لمنعها من التورط في هكذا مؤامرة تستهدفنا جميعا.
أميركا لا تهتم سوى لمصالحها، ولا تأبه بالدين ولا بالعرق ولا بالكيماوي ولا بالإبادة ولا بالكرامة ،ولا بحق تقرير المصير، وهذا ليس تهمة بل هم يصرحون به دوما، وكان اخرها قبل ايام، عندما اعلن اوباما ان امريكا ستعمل ما ينبغي فعله من اجل مصالحها.
في افغانستان تعاملت امريكا مع اكثر الناس تطرفا من اجل تدمير السوفييت، وفي البوسنة والهرسك قاتلت المسيحيين الأرثوذكس وقتلتهم للدفاع (شكليا) عن المسلمين ظاهرا وتفتيت يوغسلافيا ظاهرا وباطنا. وفي الشيشان تحالفت مع المعارضة الدينية ،وفي العراق لم تأبه للكيماوي الذي استعمله النظام ما دام ضد ايران، من اجل اضعاف الدولتين ، لكنها زمجرت بعد سنوات لأنه ترك الجبهة الشرقية واقترب من تهديد الكيان الصهيوني، فورطوه في حرب لم يكن ينوي القيام بها في الكويت.
الحروب الإقليمية والدينية والقومية، وجميع انواع الحروب التي ما تزال مشتعلة في العالم أو ما تزال تتوقد تحت الرماد، هي حروب امريكية او تشتعل بشرارة امريكية، وتنطفئ حينما يشاء الأمريكان، وحسب مصالحهم .
الحرب تشجع الأقوياء على ان يفعلوا ما يشاؤون في الضعفاء، وتجبر الضعفاء على ان يعانوا ما لا بد منه ، لأنهم ضعفاء . لا حرية لا ديمقراطية لا شرف (لا تشفّية لا حامض حلو لا شربات) كل ما في الأمر مصالح اميركا في مصالح اميركا في مصالح اميركا .
اذا رجعنا للحروب الأميركية التي ذكرتها في الأعلى فإننا للأسف كنا نناصرها في اغلبها حسب مصالحنا ايضا – لا فرق بيننا وبين الأمريكان-، وصرنا وكاننا حلفاء للأمريكان في كل مكان .
علينا ان نتوقف عن مناصرة الأمريكان في كل مكان ، لا بل ولا في أي مكان . علينا أن نحاول تقوية انفسنا وتوحيد قراراتنا الوطنية، علينا ان نحل مشاكلنا بأنفسنا، فأمريكا تدعم اية حروب داخلية اوبينية، ولا يهمها سوى مصالحها التي تتعارض بالضرورة مع كرامتنا.
أعرف انني احلم ، لكن الحلم افضل بكثير من الانصياع والدفاع عن قرارات الأميركان وحروبهم.
ghishan@gmail.com