ساعات تأخير وتقديم
حدث ويحدث في إحدى الجامعات الخاصة ، أن الادارة وضعت ساعتين مخصصتين لختم كرتات الموظفين في الصباح، من أجل تجنب الإزدحام خلال الدخول والخروج من المكاتب . لحد الان ،فالموضوع عادي تماما ، ويحصل في أحسن العائلات.
الذي حدث ويحدث عند ساعات توقيت الدوام في الجامعة غير المذكورة أعلاه ، أن الساعة الساعة الأولى تؤخر 10 دقائق، بينما تقدم الساعة الثانية عشر دقائق ، ولكم أن تتخيلوا ما يحصل ، حيث يتجمع الموظفون المتأخرون عند الساعة المؤخرة في الصباح ويختمون كرتاتهم منا ، فيبدون وكأنهم جاؤوا على الوقت، او ابكر قليلا. أما في نهاية الدوام ،فيجتمع الموظفون ويزاحمون بعضهم عند الساعة المتقدمة ، حتى يخرجوا بوقت أبكر من الدوام .
المضحك أن مسؤول الدوام يرى ما يحصل يوميا ، فيقول لهم كل صباح وكل مساء:
– يا جماعة ليش ما تتوزعوا ع الساعات؟؟ ..حطينالكوا ساعتين حتى ما يصير ازدحام …انتو فعلا ناس غريبين.
بالطبع، ليس من مصلحة الموظف أن يخبر مراقب الدوام عن سبب الزحام ، وليس هذا دوره اصلا ، لكن صاحبنا مراقب الدوام ، لا يكلف نفسه عناء البحث عن السبب ، أو يحاول تدقيق التوقيت في ساعات الدوام.
هذا الرجل – مراقب الدوام – يمثل حالة مؤسفة في الإدارة الشكلية، وكان يمكن أن يكون مجرد فقاعة محدودة الضرر والضرار ، لو لم يتناسل في جميع مفاصل الدولة الأردنية
وهو الذي يحدد الدوام ويحاسب المتأخر والخارج عن الإطار العام ، ولك أن تتخيل ما يحصل عندما يتقاعس هذا الرجل عن القيام بدورة ، فيكثر التسيب الإداري وتشتغل المسحوبيات ، ويتنامى الفساد والإفساد …في المؤسسات الحكومية والشركات المساهمة المحدودة وغير المحدودة.
الإنحراف الصغير مع التكرار وطول المسيرة ،يتحول الى انحراف كبير لا نتخيل حجمة ، ولا حجم ما يؤدى الى انحرافات كبرى في السياسة والإقتصاد والمسيرى العامة للدولة والمجتمع. في وقت نحتاج فيه العمل على انفسنا 40 ساعة في اليوم الواحد ، حتى نلحق ركب الحضارة والتقدم.
ولا ننسى تأثير الصدام بين موجتين ، موجة تريد التاخير وموجة تنوي التسريع، والأمر مرتبط بالكسل وبالمصالح الشخصية وبالرغبات الذاتية، اكثر مما هو مرتبط بالمصلحة العليا للوطن، بينما المراقب ينظر بتعجب واندهاش ويتساءل علنا وجهارا، لماذا يتجمع الموظفون على ساعة واحدة في الصباح وساعة واحدة في المساء.
مراقب الدوام هذا تعبير حي عن الترهل الإداري الذي قد يؤدي بنا الى مستنقع الدولة الفاشلة وهذا مصير لا نتمناه لدولتنا ، وعلاجه سهل جدا ، وهو تزبيط الساعات ، وتوظيف مراقب دوام جيد ونشيط وذكي ، مكان هذا المترهل.الغبي.
اذا لم نفعل ذلك سريعا … اقول لكم:
تلوحي يا دالية.