0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

قصة سنودن والبلطجة الدولية!

تابعنا وبشكل مجزوء قصة المواطن الأمريكي سنودن، دون أن نعرف تفاصيلها الحقيقية، مع أنها واحدة من أكثر قضايا العصر خطورة، لأنها ببساطة شديدة تكشف عن وجه بشع جدا لمدنية الغرب، وبلطجته التي لا تعرف الأخلاق ولا القوانين، فضلا عن أنها تثبت لنا كم نحن مخترقين حتى في أخص خصوصياتنا دون أن ندري، وفي ظل غياب كامل لأجهزتنا العربية!
خبير أمن المعلومات الأكثر شهرة وخبرة في بلاد العرب عبد الله العلي، تابع القصة بتفاصيلها، عبر تغريداته على تويتر، ومن أسف أن كثيرين منا لا يعلمون ما يجري في هذه الشبكة من شبكات التواصل الاجتماعي، سأحاول هنا اختزال قصة سنودن، اعتمادا على تغريدات العلي، خاصة ما يتعلق بنظام التجسس الخاص بالشرق الأوسط!
كان الصحفي غرينوالد ( بالبرازيل ) يعمل للغارديان ومعه شريكه ديفيد ميراندا هما حلقة الوصل بين سنودن والعالم، ثم الصحف الأمريكية والعالمية. بعد ضغوط كبيرة وتهديد أمريكا لدول العالم من دعم سنودن او قبول لجوئه، وبعد اعتراض طائرة رئيس بوليفيا وتفتيشها، خاف سنودن واتخذ إجراء آخر. حيث قام بنشر نسخ كاملة مشفرة لأشخاص منهم الصحفيين البرازيليين والغارديان، لينشروها اذا أصابه مكروه بسبب أمريكا، ثم حصل على لجوء روسي.
كشفت الغاريان وشبيغل الألمانية وواشنطن بوست عن مشاريع تجسس غاية بالخطورة
وفيها من المصائب والأهوال الشيء العجيب، لكن المصيبة الأكبر أن الأسوأ لم ير النور حتى الآن، وربما سنعرف هذا لاحقاً. بسبب الرعب الذي انتاب الاستخبارات البريطانية مما قد تنشره الغارديان عقدت معها اتفاقا ألا تنشر كل شي وأن تكون حذرة في نشر التقارير الحساسة.
ووافقت الغارديان على الا تنشر طريقة الاستخبارات البريطانية بالتجسس والمراقبة وبمساعدة شركات الاتصالات والأبواب الخلفية والمشاريع السوداء. ثم قامت الغارديان بنشر بعض التقارير بعد نشر شبيغل الألمانية بعضها الخاص بألمانيا، فثارت بريطانيا وداهمت مكاتب الغارديان ودمرت الهاردسكات(!).
 وهنا اطمأنت بريطانيا من الغارديان، لكن لا يزال هناك الصحفيون البرازيليون، وهنا المفاجأة، هبط الصحفي ميراندا بمطار هيثرو، ترانزيت للبرازيل.
فاوقفته السلطات البريطانية تحت البند السابع من قانون مكافحة الأرهاب الذي يعطي الحق لاحتجاز الشخص للتحقيق لمدة أقصاها 9 ساعات، وحققت معه. وتم تهديده بالسجن حتى اعطى اجهزته وكلماته السرية وايميله للاستخبارات، بالإضافة لفلاشات ميموري تحتوي ملفات سنودن السرية، ثم صارت هناك أزمة، تدخلت الخارجية البرازيلية بشكل سريع وساخط، وتدخلت الغارديان التي أعتبرت الأمر تهديدا للصحافة برمتها، وثارت ثائرة الصحفي وصديقة غرينوالد.
حصلت بريطانيا على الملفات لكن لا تستطيع تفتيشها إلا بأمر قضائي والبرازيل طالبت باسترجاعها، والصحفي رفع قضية على بريطانيا لكي لا تفتح أجهزته، هنا ثارت ثائرة الصحفي الأهم غرينوالد وقال ( ستندم بريطانيا على هذه البلطجة، وسأنشر كل شيء، وسأكون عدوانياً ولن أرحمكم أبدًا بعد اليوم ). بريطانيا تورطت وكانت تريد حجز الصحفي لـ48 ساعة بأمر قضائي، لكن بعد هذه التهديدات واشتعال الموضوع، تركت الصحفي بعد ساعات قليلة ورجع للبرازيل، واليوم جاءت الصدمة، صحيفة الإندبندنت البريطانية تكشف عن وثائق غاية بالسرية لمشروع تجسس بريطاني ضخم خاص فقط بالشرق الأوسط  وهو مشروع بريطاني قاده وزير الخارجية وتم بناء مشروع تجسسي على الاتصالات والإنترنت بالشرق الأوسط وبتكلفة قوامها مليار ونصف المليار دولار، المشروع يتم بواسطة وضع أنظمة اعتراض ومراقبة لكيبلات الإنترنت البحرية بدول الخليج، للتجسس على كل الاتصالات والإنترنت والإيميلات والبرامج، وهو يخضع فقط للإستخبارات البريطانية والأمريكية ويتجسس على الأفراد والحكومات والسفارات والمنشآت العسكرية والبنوك الخليجية..الخ تم وضع هذا النظام التجسسي الخطير للمساعدة بزعم الحرب على الإرهاب والكشف عن المرتزقة العرب والجريمة المنظمة العربية وبعلم وموافقة الحكومات، كما يقول العلي، قام إدوارد سنودن بأخذ أكثر من 50 الف ملف من الاستخبارات البريطانية بخصوص هذا المشروع المسمى GC-Wiki والمصنف «بالغ السرية». والنظام عبارة عن «ويكيبيديا» سرية لكل الاتصالات ونشاطات الإنترنت في دول الشرق الأوسط، والإندبندنت ستنشرة بعد ضغط الحكومة على الغارديان!!
والمطلوب، على حكومات المنطقة العربية ان تطالب بالكشف عن تفاصيل هذا المشروع لمخالفته الصريحة لكل التشريعات الدولية والمحلية، ولكونه ينتهك خصوصيات الأفراد والجماعات والدول، ويتركنا عراة أمام الدنيا كلها، ولا يستبعد طبعا أن تكون كل تلك المعلومات في حوزة العدو الصهيوني، لعلاقته الوطيدة بأمريكا وبريطانيا!
نحن نعيش في غابة لا تحكمها لا أخلاق ولا قوانين، وسلامتكم!