0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

آخر وقت

«ولَك ارفع بنطلونك»..
أول عبارة سمعتها وأنا أنتظر تغيّر الإشارة الضوئية عند «دوّار المَنْهل». وقد صدرت من سائق» بكم»، نحو شاب صغير كان يقطع الشارع ويحمل «صحن حمّص»، وكان يرتدي بنطلونا من النوع « الساحل»، ـ الساحل الشمالي ـ.
طبعا الرجل « الأهوج» الذي صاح على الفتى، لم يدرك أو لعله لا يريد ان يدرك ان لكل جيل لباسه وشكل «تسريحته».
لاحظوا أنني «موضوعي»، على غير العادة.
زمان، عندما كان واحد من «الختياريّة» يرى شابا يفعل شيئا يبدو بالنسبة له «غريبا»، كان يردد « الدنيا آخر وقت». يقصد أننا في آخر الزمان، وبعدها ستقوم القيامة.
فعندما ظهرت السجائر في العلب الفاخرة وكان كبار السن من المدخنين يلفّون سجائر « الهيشي» و « العربي» يدويا عبر فرد ورقة السيجارة الخفيفة بين الشاهد والابهام ومن ثم يضعون فيها مسحوق التبغ، ويغلقونها لتتحول بين اصابعهم الى سيجارة، اعتبر هؤلاء ان « التطوّر» الذي حدث هو إحدى علامات الساعة. وكانوا يرددون»الناس صارت بآخر وقت».
وعندما ظهرت البنطلونات «الكابوي» قبل ان يتحول اسمها الى «جينز»، كانوا يقولون:»الدنيا آخر وقت». وعندما أصبحت البنات والنساء يرتدين ذات البنطلونات، وخاصة «الضيّقة» و «المكسّمة»، كانوا يقولون:» الدنيا آخر وقت».
وعندما ظهرت الهواتف المحمولة وبتّ ترى الناس يتحدثون بها من خلال السماعات، كان البعض يظن أن هؤلاء «مجانين» لأنهم «يكلمون أنفسهم» و «بيحكوا مع حالهم».
ولا أدري ما هو شعورهم الآن بعد ان اصبح الجميع «يتحدث مع نفسه».
وقبل أيام كنتُ مدعوّا في حفل عشاء، وشاهدتُ شابا وقد « هبط بنطاله الى أسفل سافلين»، وكان من حولي كائنات»مودرن» وصبايا مثل» الخسّ»، لم أسمع من يحتج على الفتى»المسحول»، لان اغلبهم كان من ذات الفئة التي ترتدي الملابس «العصرية» مثل « الكاجول» والبنطلونات الضيّقة والساحلة.
وبنظرة الى الواقع العربي وما يجري تحديدا في مصر، هل ثمّة علاقة بين « البنطلونات الساحلة» وبين «ضرب المصلين في المساجد وقتلهم ومحاصرتهم من قبل جيش يُفترض أنه جيش الأُمّة»؟
فعلا ، الدنيا «آخر وقت»…!!.

talatshanaah@yahoo.com