تغييرات صادمة؟؟
فتحت الصحف والمواقع الاليكترونية عيونها بعد العيد على خبر “التغييرات”المتوقّعة في مواقع رسمية مهمة ، منها الديوان الملكي وربما مؤسسات أمنية وأخيراً وليس آخراً..”مجلس النواب “..وإعادة “فرط ولف ” ماتور مجلس الأعيان من جديد…
بعض المواقع الإخبارية فضّلت اختيار عنواناً مشوّقاً للخبر كان أهمها: “صاحب القرار يقلّب الخيارات الأصعب ويستعد لقرارات صادمة”..وعندما تبدأ العيون بسرب الكلمات بين السطور ، تجد أن العملية لا تعدو ان تكون تغيير مواقع كما هو الحال في “المناوبة المدرسية” ..هذا مكان ذاك ، وذاك مكان هذا ، تبديل أدوار وليس تبديل سياسات..
هل تغيير رئيس الديوان.. والتعديل الوزاري وإعادة تشكيل مجلس الأعيان.. قرارات صادمة؟؟.. الشعب يراها على إنها عملية إعادة تدوير الجيوب الفارغة والأسماء منتهية الصلاحية والوجوه المستهلكة ، فلان يجلس مكان فلان..وفلان يصبح نائب فلان..وفلان يعود الى قواعده سالماً بعد ان تغرّب عن موقعه سنة او سنتين..المسالة ببساطة مجرّد تبديل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة، فقط لتبرير هزيمة المديونية وتقهقر الإصلاح!!..
ترى ماذا تفيد هذه القرارات “الصادمة” الشعب الأردني..غير أنها التفاف على المطالب الشعبية بمحاربة الفساد ، وإضعاف تمكين الديمقراطية وتحسين الاقتصاد؟ ماذا يفيد ان يوضع زيد مكان عبيد .. سوى ان المواطن الذي يتألم تحت “اوتوستراد الفقر” يتحمل أعباء جديدة بسبب المسميات الجديدة في المواقع الجديدة لذلا الوجوه القديمة التي لم تترك “ثقباً” في وزارة او مؤسسة أو مطبخ قرار الا وعشعشت فيه وعاثت فساداً ومنفعة لها ولذريتها التي لا تشبع!!..ثم من قال الإصلاح يأتي بتغيير الأشخاص أو ” الهندام”…ماذا لو ألبسنا “لحّاماً” روباً أبيض..هل يصبح طبيباً…؟؟ او البسنا “لصّا” محترفاً ثوب القاضي هل يصبح عادلاً واميناًً..؟؟.
أما إذا كان المقصود بالقرار الصادم :”حل مجلس النواب!!”..فالمجلس بكل أعضائه ودوراته وقراراته يشبه الألعاب التي تباع في وسط البلد..يشتاق المشتري ان يعرف كيف تعمل وكيف تتحرّك..و بعد “خامس لفّة” عندما تبدأ تضعف البطارية ويثخن الصوت وتثقل حركة “اللعبة” تصبح مملة فيهجرها ويبحث عن أخرى…
والمشكلة أن الشعب ..دائماً يدفع ثمن الملل!!.