0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

الناجحة ترفع إيدها

تشرفت منذ سنوات بأن أكون أحد المسجلين في القائمة البريدية للسيدة العظيمة المناضلة توجان فيصل، وتصلني بالتالي – على بريدي الاليكتروني – معظم المقالات التي تختارها السيدة توجان ، ويغنيني ذلك عن عناء الإبحار في عالم المواقع .
مما وصلني قبل ايام رسالة كتبتها السيدة توجان من عدة أسطر مرفقة بأسماء الناجحات والناجحين في التوجيهي لهذا العام. تقول السيدة توجان: تحت عنوان (وبيزعلوا لما يجيهم بنت)»: الف مبروك للناجحين وإلى ذويهم/ ملاحظة غريبة قليلا، أن الأغلبية من بين الأوائل والتي تزيد عن أي نسب اخرى رأيتها في حياتي ، هي لفتيات وبشكل ملفت للنظر..حد يقوللي شو القصة يالربع، مخي مش قادر يجمّع» انتهى النقل. مع الإشارة ان ما كتبته توجات لم يكن للنشر ، لذلك جاء بالعامية تقريبا.
فعلا، فقد تمكنت الصبايا الأردنيات من التفوق على الزعماء العرب ، والنجاح بنسبة 99،9% بدون تزوير ولا غش….. ولم يجد الذكور لهم من مكان سوى في الفرع الصناعي والفندقي حيث ينعدم أو يقل عدد الإناث.
إذ بينما ينهمك الذكور في ترتيب اوراق الغش وتوزيعها على الجيوب ، ووضع السماعات في مكانها الصحيح لتلقي الإجابات من الخارج، تكون الفتيات في بيوتهن يقرأن حتى الهزيع الأخير من الليل ثم يفقن باكرا للمساهمة في عمل افطار لذكور العائلة ، والجلي والمسح والمساعدة في تربية الأطفال ، ثم يذهبن الى مدارسهن راضيات مرضيات .
اذا راقبت حياة الفتاة الأردنية سوف تنذهل أكثر واكثر!! كيف تمكنت من مجرد الوصول الى مرحلة التوجيهي بنجاح، وليس تحقيق الأغلبية الساحقة بين الأوائل. وستنذهل اكثر اذا عرفت انها تعيش في ظروف صعبة وتمييز وتفضيل لذكر العائلة عليها، لأسباب بيولوجية محضة.
بالتأكيد فإن الفتيات الناحجات بتفوق وجدن الكثير من الدعم من أهاليهن، ولكن الجهد الأكبر قامت به الفتاة نفسها. لأن المرأة بشكل عام تقف دائما مع المستقبل وتحارب من اجل الحياة ، لأنها هي الأم التي تصنع الحياة . وقد شاركت النساء في معظم ثورات العالم وقدمن التضحيات تلو التضحيات ، لكن الثورات كان تأكل أول ما تأكل بناتها ، وتعيدهن الى مواقعهن الأولية قبل الثورة ، وكأنهن لم يشاركن فيها …لكن المرأة تستمر في المشاركة في صناعة المستقبل لأنها هي المستقبل .
يستمر تفوق الفتيات عندنا حتى في الجامعات الأردنية ، لكن النسبة تنخفض في سوق العمل ، لأن معظمهم يتزوجن ، ومعظم المتزوجات يجلسن في بيوتهن بلا عمل ، بأوامر من الزوج المحترم ، وهكذا نخسر هذه الطاقات المبدعة قبل وصولها الى سوق العمل لصالح مجموعة من الكسالى.
نخسر من حصلن على معدلاتهن العالية بدون غش ، نخسر من يستطعن العمل في جميع المواقع بكل اخلاص ونشاط ، ولا يتهربن من العمل ، ونادرا ما يكن من المشاركات في قضايا الفساد الصغرى والكبرى …لذلك نحن دائما نخسر في رهاناتنا على المستقبل .
لن نصل الى الديمقراطية بصناديق الإقتراع ..ولن نصل اليها باي طريقة الا اذا تمكنت الفتيات الأردنيات أولا من المشاركة في سوق العمل بذات نسب تواجدهن في الجامعات ، وحصلن على العمل المناسب بأجور مشابهة لأجور الرجل تماما ، ومسؤوليات تشابه مسؤوليات الرجل ومناصب تشابه مناصب الرجل .
بدون ذلك، نحن مجتمعات تحصل على مطاعيم ضد الديمقراطية ، وتقوم بوأد نسائها بطرق حديثة …فقط لا غير .
تحية الى الرائعات
تحية الى جميع الناجحات في التوجيهي .