لا والله سلامته!!
ثمّة نظرية اجتماعية قديمة تقول «ما بيقوي وجه الولد غير أهله»..فلا يمكن للصبي المتسلط المشاغب «كبّاب الشرّ» أن يستمر في تسلّطه وزعرنته و»كبّ شره» على الناس ما لم يجد ضوءاً اخضر أو ابتسامة جانبية من ولي أمره تشيد به أو تعطيه اشارة الرضا التام..
فما صدرت عبارة «عندك اياه» يوماً ..الا وقابلها الرد التطميني «ابشر ..ولا يكون لك فكر»..فلا صاحب العلاقة زجر وكف بلاء المعتدي عن المتضرر..ولا المتضرر طوّر شكواه أو أوقف المعتدي عند حدّه..
في الحارات كان يأتي الرجل الى منزل والد الطفل «صوّال»..وكلمة «صوّال» هنا : تعني العتب بشدّة دون الوصول الى مرحلة النزاع..بعد ان يطرق الباب ويضع يديه خلف ظهره..يخرج «ابو فلان»..يشدّ بيده الضيف طالباً منه الدخول والابتسامة على محياه وكأنه يجهل تماماً سبب الزيارة..يصر المشتكي ان يبقى في الخارج ويبدأ بطرح شكواه بتأدب وبأدعية الحفظ للولد وللذرية الصالحة..»ابنك عبّود الله يسلمه» ضرب ابني صابر على عينه وراح ما «يطفيها» !!.. فيجحظ «ابو فلان»عينيه: لا والله سلامته..متأكد ابني اللي ضربه!!..آه والله ابنك الله يخليه..فيحاول التبرير: لا يكون مش عن عمد!!.. فيقول الأب: ولو يابو فلان لو مش عمد باجيك وبجهد بلاك ( لأنه ضربه على عينه وسبّ على أمّه مسبة عاطلة كمان)…بس حبيت أحطك بالصورة ..لأنه طول عمرنا جيران وقرايب..فــ»عندك اياه»…
عندما يستنفذ والد عبّود كل التبريرات..يقول : له يا جار من عيوني..هسع جيرة الله فوت جاي ..كاسة شاي بس..بالله عليك..ثم يودّعه المشتكي..وقبل ن يغادر يحاول «ابو فلان» ان يرفع صوته على ابنه «ولك عبّوووود ..والله لأقطعك يا ابن الــ… ثم يغلق البوابة يعنف خلفه»..فيطمئن ابو صابر أن الشكوى وصلت وان التعنيف لعبود جارٍ…لكن في الواقع تبدو «هذه الهوبرة» فقط على مسمع المشتكي ..لكن العقاب الحقيقي كان عبارة عن بوسة وربت على الكتف وابتسامة رضا ورجاء حار بالإسراع في « إطفاء عين صابر الثانية»…
لذلك أيها الجمهور الكريم لا تعوّلوا كثيراً على عبارة : «عندك اياه» التي تطلقونها صبح مساء سواء في الحارات أو في السياسة…لأنه الجواب سيكون دائماً «لا والله سلامته..خلص ابشر..ولا يكون لك فكر»..
ahmedalzoubi@hotmail.com