الانتخابات البلدية محطة إصلاحية
تأخذ البلديات حيزاً كبيراً من الخدمات ومن الإنفاق بشقيه الجاري والرأسمالي، وهي لم تعد مجرد إدارات تقليدية لمجتمعات محلية تتعامل مع مهمات لا تتعدى الموافقات الروتينية التنظيمية و النظافة والتراخيص و غيرها من الأمور التي تدور من بعيد أو قريب على محيط دائرة العمل التقليدي الذي تتطلبه خدمة المجتمع المحلي، بل أن البلديات ضمن المفهوم التنموي الإصلاحي المتطور هي مراكز تنمية حقيقية و في كل الأبعاد الإدارية و الاقتصادية و الثقافية و الصحية والتربوية و الائتمانية، و هذه المراكز التنموية في المفهوم التنموي الحديث تشكل حالة من التقاطعات و المفاصل القوية في تكاملية النسيج الاجتماعي و الاقتصادي مثلما تكون روافع هامة لتشابكات اجتماعية داخلية ضمن المجتمع المحلي الواحد و كذلك بين هذا المجتمع المحلي الواحد و بين محيطه الأوسع و الساحة الوطنية عموماً.
إن النظرة إلى دور البلدية يجب أن يتغير و بالتالي فان النظرة إلى انتخابات البلدية يجب أن تخرج من عقالها التقليدي لتتفاعل ايجابيا مع النظرة الجديدة للبلدية فتكون هذه الانتخابات قوة دفع حقيقية للدور التنموي المحوري للبلديات، وهذا في حد ذاته هو البعد الإصلاحي المنشود للبلديات.
فمن صميم البلديات عملاً و أداء ودوراً تكون ثقافة الإدارة الحديثة و يكون العطاء و تكون اللبنة الأولى العملية لموازنة البرامج والأداء و يكون التخطيط و بالتالي يكون هدف تعظيم المنافع المرجوة من الموارد المتاحة و تقليل الكلفة ما أمكن حفاظاً على نجاعة الأداء و إرتفاع أثره و اتساع دائرة كفاءتة.
فالانتخابات البلدية القادمة هي امتحان حقيقي لسوية المرحلة الاجتماعية لمجتمعاتنا المحلية و هي أيضا مرآة عاكسة لإرادة الإصلاح التي يحملها مجتمعنا المحلي، فالكرة في مرمى هذه المجتمعات المحلية ذلك أن الإصلاح ليس مطلباً من جهة هذا الوطن تجاه جهة أخرى بل هو فعل نابع من الذات و يبدأ من النفس فكل مرشح و كل ناخب يجب أن يكون طاقة خلاقة باتجاه الإصلاح وعلى ثقافة الإصلاح أن تبدأ من المجتمعات المحلية، فإذا أفرزت الانتخابات البلدية من يحملون فكر الإصلاح ومن هم قادرون على أن يترجموه إلى واقع معاش فنكون عندها قد نقلنا البلديات من عبء مالي إداري معطل للإصلاح إلى قدرات جديدة فعالة باتجاه فعل الإصلاح، ذلك أن أهمية البلديات في أنها الأقدر على أن تجعل من الإصلاح ثقافة و بالتالي تكون قد دخلت على معادلة تغيير النظرة والمفاهيم باتجاه ثقافة و بالتالي تكون قد دخلت على معادلة تغيير النظرة و المفاهيم باتجاه ثقافة إصلاحية حقيقية هي ذاتها التي تشكل القاعدة المتينة لان يكون الإصلاح فكراً وقناعة و ممارسة ثم فعلا متكاملاً نحو بناء إصلاحي يلف كل أركان الموارد و الاستخدامات.